وقال نائب قريب من التحالف الوطني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الصراع داخل كتل التحالف الوطني يؤشّر إلى عدم قدرة التحالف على مواصلة طريقه موحداً في الانتخابات المقبلة"، مبيناً أنّ "الصراع بلغ أوجه بين قادة التحالف، وتحديداً بين رئيس الحكومة حيدر العبادي وسلفه نوري المالكي، وبين الأخير وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر".
وأوضح أنّ "الصدر بدأ بالتحرك المعلن للتحالف مع الكرد والحزب الشيوعي العراقي، متجاوزاً كل الاختلافات بالآيديولوجيات المتعارضة بينهم، وقد وصل إلى مراحل متقدّمة في حواراته معهم"، مبيناً أنّ "العبادي يرى عدم قدرة التحالف على قيادة المرحلة المقبلة، بسبب عجزه عن تجاوز أزماته الداخلية، ما دفعه (العبادي) إلى التحرك لتشكيل كتلة جديدة لخوض الانتخابات المقبلة".
وأضاف أنّ "جهود العبادي وتحركاته بدأت من داخل التحالف الوطني، وبدأ باستقطاب زعامات للتحالف"، مبيناً أنّه "استطاع أيضاً أن يكسب عدداً من أتباع المالكي، ويضمهم إليه".
وأكد أنّ "العبادي اليوم يحظى بتأييد كبير من العديد من الكتل السياسية، وحتى من خارج التحالف الوطني، الأمر الذي يؤشر إلى إمكانية نجاحه في مسعاه بتشكيل كتلة جديدة"، مرجحاً "اندماج العبادي مع الصدر الذي استقطب كتلاً سياسية أخرى، ليشكلوا تكتلاً مشتركاً لقيادة المرحلة المقبلة".
ويؤكد الكرد دعمهم لتوجهات العبادي، في حال استمرار توجهه نحو الدولة المدنية البعيدة عن الطائفية.
وكان رئيس كتلة "الحزب الديموقراطي الكردستاني" البرلمانية، النائب عرفات كرم، قد قال إنّ "العراق اليوم أصبح بعيداً عن مرحلة القادة، أصبح يعيش مرحلة التوافق السياسي، وأنّ العبادي لديه الرغبة بالمشاركة في الانتخابات وربما يدخل بقائمة مستقلّة، لأنّ التوجه العراقي المقبل هو توجه نحو الدولة المدنية"، مؤكداً "إذا استمر توجه العبادي نحو الدولة المدنية والتوافق السياسي وإعادة اللحمة الوطنية فنحن مع هذا التوجه".
بينما يحاول التحالف الوطني التغطية على الاختلافات والصراعات داخل التحالف، وتوجهه نحو التفكك.
وقال النائب عن التحالف، علي المرشدي، في تصريح صحافي، إنّ "كل الكتل السياسية تكون فيها خلافات سياسية، وأنّ كتل التحالف الوطني أيضاً ككل الكتل الأخرى تشهد أزمات داخلية، لكنّها مشاكل واختلافات بالرأي"، مبيناً أنّ "المرحلة التي يعيشها العراق هي الحاجة للخطاب الوطني الموحد وأن تكون هناك طمأنة للبعض ليكون هناك توافق للمرحلة المقبلة، وهي المرحلة الأخطر التي سيواجهها العراق".
ويؤكد مراقبون سياسيون عدم قدرة التحالف الوطني العراقي الحاكم في العراق، البقاء موحّداً خلال الانتخابات المقبلة، وأنّ أزماته الداخلية يصعب تجاوزها.