ناقض وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الأربعاء في العاصمة عمّان، نفسه، ففي وقت أكد فيه عدم تدريب أي قوات عراقية في الأردن، رغم الاتفاق الذي عقد مع المملكة بهذا الخصوص، معللاً الأمر بـ "وجود مدربين أجانب من دول التحالف الدولي ضد (داعش) في العراق، وتوفر أماكن التدريب داخل العراق، واعتذرنا من الجانب الأردني"، عاد ليناقض كلامه عندما تطرق إلى سقوط طائرة تدريب تابعة لسلاح الجو الأردني قبل يومين، ونتج عنه مصرع طاقمها المكون من طيار حربي أردني، وطيار مرشح عراقي الجنسية.
الوزير الذي نفى وجود قوات عراقية لأغراض التدريب في الأردن، قال معلقاً على الحادث "قبل يومين استشهد طيار أردني وطيار عراقي أثناء التدريب وهذا حادث أليم أحزننا كثيراً، وهذا يدل على أن الدماء تخلط من أجل محاربة الإرهاب"، مضيفاً أن "هذا التدريب كان جزءاً من التهيئة من أجل محاربة الإرهاب"، وعلّق على السؤال حول عدد الطيارين العراقيين الذين يتدربون في الأردن بقوله "هذا موضوع يخصنا".
ووفقاً لتصريحات العبيدي، المتضاربة، فإن العراق لم يستعن بالجانب الأردني في ما يتعلق بالتسليح أو التدريب، رغم إبداء الجانب الأردني تعاوناً مطلقاً في هذا الجانب، كاشفاً عن أن "الملك عبد الله الثاني أوعز لرئيس الأركان الأردني بتوفير كل الدعم الممكن للجيش العراقي وفتح كل مستودعات الجيش الأردني أمام الجيش العراقي"، مشدداً على عدم استعانة الجيش العراقي بمستودعات الأسلحة الأردنية نتيجة توفر السلاح في العراق، حاصراً التعاون الأردني مع العراق إلى الآن "بالاستخباري وتبادل المعلومات وتقديم الإسناد".
وأكد الوزير العراقي الذي زار الأردن للمشاركة في الاجتماع المصغّر لدول التحالف الدولي ضد "داعش" أن "القوات الأردنية لن تشارك في أي معركة، ونحن حريصون جداً على أن تكون القوات عراقية خالصة، لأنه لن يتحرر العراق إلا بأيدٍ عراقية"، نافياً في الوقت نفسه مشاركة قوات إيرانية أو مستشارين إيرانيين في المعارك، رداً على سؤال حول دور قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
وحول ما صاحب العمليات العسكرية في مدينة تكريت من جرائم بحق المدنيين، برّأ العبيدي قوات "الحشد الشعبي" من تلك الجرائم، متهماً "مجاميع مندسة يقدر عددها بـ 2000 شخص دخلت المدينة بعد تحريرها واستهدفت بعض البيوت بشكل منظم، حيث أحرقوا 67 منزلاً و85 محلاً تجارياً"، مؤكداً أنه تم القبض على غالبية المتورطين في الأحداث وتم إحالتهم إلى القضاء، واصفاً ما حدث "بالمرفوض وغير المبرر".
وكشف عن أن قوات "الحشد الشعبي" والعشائر المسلحة التي أطلق عليها اسم "القوى الوطنية" ستشارك في المعركة التي يجري التحضير لها لتحرير الرمادي، مشيراً إلى تسليح ما يقرب من 11 آلف متطوع من "الحشد الشعبي" والعشائر للمشاركة في معركة الرمادي من بين 23 آلف متطوع تقدموا للمشاركة في المعركة.
اقرأ أيضاً: عمّار الحكيم: قاسم سليماني مستشاراً وليس قائداً ميدانيّاً بالعراق