وقال مسؤول في اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنيّة تلقت بلاغاً من قبل مواطنين بوجود مقبرة جماعيّة في حي القادسيّة غربي تكريت"، مبيناً أنّه "تم تشكيل قوة استطلاعيّة، قامت بدورها بإجراء مسح ميداني على المنطقة وتأكّدت من وجود المقبرة".
وأضاف أنّ "لجنة مشتركة من خبراء ومن الطب العدلي، بالتنسيق مع القوات الأمنيّة قامت بحفر المقبرة، وأخرجت جثث نحو 46 شخصاً"، مبيناً أنّ "الجثث نُقلت إلى وحدات الطب العدلي، لأجل تحليلها ومعرفة هويات أصحابها".
وأشار إلى أنّ "عمر المقبرة لا يزيد عن الأربعة أشهر".
من جهته، اتّهم عضو مجلس المحافظة، أحمد الجبوري، تنظيم "داعش" بـ"إنشاء المقبرة ودفن ضحاياه ممّن كان يعتقلهم فيها".
وقال الجبوري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم داعش، خلال سيطرته على المحافظة، نفّذ حملات اعتقال طاولت المئات من المدنيين من أبناء المحافظة، ومن ثم قام بإعدامهم، ولم يسلّم جثثهم إلى ذويهم".
وأشار إلى أنّ "اللجنة الأمنيّة لديها قوائم بأسماء مئات المدنيين الذين هم اليوم في عداد المفقودين، ممّن لم يعرف مصيرهم حتى الآن، فيما تعمل الحكومة المحليّة على متابعة ملفاتهم وتسعى لمعرفة مصيرهم".
بدوره، لم يستبعد عضو مجلس عشائر صلاح الدين، الشيخ محمود الفرّاجي، أنّ "تكون المقبرة من ضحايا المليشيات التي لم تقل جرائمها عن جرائم داعش".
وقال الفرّاجي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "فصائل المليشيات المنضوية ضمن الحشد الشعبي؛ نفّذت حملات اعتقالات وتصفيات طاولت المئات من أبناء المحافظة خلال سيطرتها عليها"، مبيّناً أنّنا "حاولنا متابعة هذا الملف، وسعينا لإطلاق سراحهم لكنّ غالبية تلك الفصائل كانت تتبرأ من تنفيذ تلك الحملات".
ودعا الشيخ، إلى "تشكيل لجنة تحقيقيّة من قبل اللجنة الأمنيّة في المحافظة، ومجلس عشائرها، فضلاً عن الجهات الطبيّة المسؤولة لمعرفة أصحاب تلك الجثث"، مشيراً إلى أنّ "ذوي القتلى هم يعرفون حق المعرفة الجهات التي اعتقلت أبناءهم، سواء أكانوا داعش أو مليشيات".
يشار إلى أنّ محافظة صلاح الدين شهدت حملات اعتقال وخطف من قبل تنظيم "داعش" خلال سيطرته على المحافظة، فيما تلتها حملات اعتقال وخطف من قبل المليشيات المنضوية في "الحشد الشعبي"، عقب سيطرته عليها، الأمر الذي تسبب بتشابك الأوراق بهذا الشأن.
اقرأ أيضاً: تكريت خالية من أهلها وغير صالحة للعيش