العدوان الإسرائيلي يزيد ركود غزة والتجار يخاطرون لاقتناص الرزق

17 يوليو 2014
حركة ضعيفة في أسواق غزة (عبدالحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

لم يترك العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة شبراً آمناً لمليون وثمانمائة ألف فلسطيني، وأثرّ القصف الذي يطال المدنيين بشكل واضح، على تنقلات السكان، حتى تلك المتعلقة بجلب متطلبات أسرهم المعيشية، خشية تعرضهم للقصف.

أسواق غزة، التي كانت تعاني أصلاً من ركود بفعل الأزمات الاقتصادية المتتالية، وعدم تلقي ما يزيد عن أربعين ألف موظف من القطاع رواتبهم، باتت فارغة إلا من بعض الزبائن وبعض الباعة.

الواقع الاقتصادي الصعب دفع البائع، محمد كحيل، إلى المخاطرة، والذهاب على عربته إلى سوق فراس للخضار وسط مدينة غزة، رغم خلو السوق من الباعة والزبائن. ويقول كحيل لمراسل العربي الجديد: "أجبرني المر على العلقم".

ويضيف : قبل العدوان الإسرائيلي كنا نشكو قلة البيع وسوء الأوضاع الاقتصادية وركود حركة الأسواق، ولكن الآن حركة الأسواق باتت مشلولة فعلاً، أو ميتة، لا نجد زبوناً، ونعود ببضاعتنا التي لا تحتمل أصلاً الانتظار بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

الضيق والعصبية كانت واضحة على ملامح البائع كحيل، الذي قال: يجب توفير رواتب الموظفين، فهي كانت تحرك السوق بشكل كبير، وفتح المعابر لإدخال مواد البناء التي توجد فرص عمل ودخلاً للمواطنين.

وعلى بعد عشرة أمتار من البائع الأول، وقف البائع شريف المدهون يرقب زبوناً يشتري منه نباتات الفجل والجرجير والبقدونس، والتي يكثر بيعها في شهر رمضان.

ويقول المدهون لـ"العربي الجديد": لم أشهد السوق بهذا الخلو وهذا الركود، فعلى الرغم من الوضع الاقتصادي السيئ كان الناس يحضرون إلى السوق ويشترون ولو قليلاً، أما الآن فالحركة منعدمة.

المواطنة نعمة الغلاييني كانت تزور ابن شقيقتها، الذي تعرض لإصابة خطيرة بسبب قصف قريب من بيتهم، قالت إنها لم تتمكن من الوصول إلى السوق، الذي أصبح فارغاً بسبب القلق الذي ينتاب المواطنين جراء العدوان الإسرائيلي.

وتضيف لـ"العربي الجديد": دخل رمضان علينا ولم نتمكن أصلاً من توفير مستلزماته بفعل الأزمة الاقتصادية وعدم تلقي زوجي راتبه منذ ما يزيد عن أربعة شهور، وزاد العدوان الإسرائيلي الأمور تعقيداً، خاصة وأن المتطلبات زادت بشكل كبير (..) نحن نكتوي بنار العدوان ونار الفقر والعوز.

وكان القطاع المصرفي في غزة، توقف قبل أيام من العدوان، بسبب عدم توصل حكومة الوفاق الوطني إلى إجراءات لصرف رواتب الموظفين الذين عينتهم حكومة حماس منذ عام 2007 والذي يقدر عددهم بنحو 50 ألف موظف.

ويبلغ إجمالي ودائع سكان قطاع غزة نحو 860 مليون دولار أميركي، أي 10٪ من إجمالي الودائع في فلسطين، بينما يبلغ عدد السكان قرابة 1.8 مليون نسمة.

الشلل لم يصب الأسواق في غزة فحسب، بل أصاب مختلف المراكز والمحال التجارية، فتجد أبوابها موصدة بفعل انعدام البيع والخوف، وتجد البعض الآخر يفتح على خجل جزءاً من مدخله.

ويقول أبو خالد الخطيب، وهو صاحب سوبر ماركت في منطقة تل الهوا جنوبي مدينة غزة: المواطن الفلسطيني في القطاع يشعر بالقلق نتيجة تواصل الجرائم الإسرائيلية، وهذا أثر بشكل كبير جداً على حركة البيع والشراء، ولا يأتي للمحل تاجر أو زبون، إلا ما ندر.

 

المساهمون