كثف تنظيم "داعش" الإرهابي هجماته في محافظات العراق الشمالية بالتزامن مع موجة الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها جنوب العراق.
وأكد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين (شمال العراق) تعرض مقرات للقوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" في بلدة بيجي، شمال المحافظة، لهجمات انتحارية شنها تنظيم "داعش"، موضحاً في تصريحٍ لـ "العربي الجديد"، أن عدداً من الانتحاريين هاجموا مقراً لشرطة النفط، وآخر لـ"الحشد الشعبي" في بيجي.
وأشار المصدر إلى حدوث اشتباكات بين القوات العراقية وتنظيم "داعش" بعد التفجيرات الانتحارية، مبيناً أن الاشتباكات أسفرت عن حدوث إصابات بين الجانبين لم يعرف عددها.
ولفت إلى وصول تعزيزات عسكرية من الجيش والشرطة الاتحادية إلى مكان الاشتباكات لتقديم الإسناد للقوات العراقية هناك، مؤكدا الاستعانة بالمروحيات للسيطرة على الموقف.
وقالت مصادر أمنية في محافظة الموصل (شمال العراق)، أمس الأربعاء، إن القوات العراقية تمكنت من قتل ثلاثة انتحاريين والقبض على رابع حاولوا تفجير أنفسهم على القوات الأمنية في منطقة تل عبطة غربي الموصل.
كما شهدت محافظة كركوك الشمالية الليلة الماضية أعمال عنف تمثلت بسلسلة تفجيرات، وسقوط صواريخ كاتيوشا، واستهداف دور مدنيين بقنابل يدوية، ما أسفر عن سقوط أكثر من عشرين شخصا ما بين قتيل وجريح.
واتهم رئيس الجبهة التركمانية العراقية، أرشد الصالحي، ما سماه بـ"داعش المحلي" بالوقوف وراء التفجيرات الإجرامية التي شهدتها كركوك ليل الأربعاء– الخميس، مبينا، في تصريح صحافي، أن الهدف من وراء ذلك هو ترهيب الأهالي، والحيلولة دون خروجهم بتظاهرات احتجاجية بعد الإعلان عن نتائج العد والفرز اليدوي لصناديق الاقتراع.
وأضاف أن "التفجيرات التي استهدفت محافظة كركوك هي محاولة ترهيب من أجل منع الأهالي من التظاهر"، مؤكدا أن الشارع هناك يعتزم الخروج بتظاهرة عارمة بعد إعلان نتائج الانتخابات، مشيرا إلى "وجود من يريد أن يستبق الأحداث، والوقوف بوجه التظاهرات".
وفي السياق، رأى أستاذ الاستراتيجية في جامعة النهرين، علي البدري، أن تصاعد الهجمات التي يشنها تنظيم "داعش" شمال العراق، بالتزامن مع تظاهرات الجنوب، يشير إلى استغلال التنظيم لانشغال القوات العراقية بالسيطرة على الاحتجاجات، من أجل تنفيذ هجماته.
وشدد النهرين على ضرورة عدم إفراغ الساحة الشمالية من أجل تظاهرات الجنوب، موضحا لـ"العربي الجديد" أن "المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" هي الأولى بالاهتمام".
وأضاف أن "الوضع في جنوب العراق لا يدعو للخطر، لأنه لا يتعدى كونه تظاهرات سلمية خرجت من أجل المطالبة بالخدمات. أما الهجمات التي يشنها تنظيم "داعش" فتعدّ الأخطر كونها تخترق المنظومة الأمنية المكثفة الموجودة في المدن المحررة".