استفاق العراقيون صباح، اليوم السبت، على مجزرة جديدة ارتكبها الجيش الحكومي بحق المدنيين، إذ قصفت مروحيات تابعة لسلاح الجوّ العراقي مستشفى الأطفال والولادة في مدينة الحويجة، التي تبعد 55 كيلومتراً جنوب غرب كركوك، ما أسفر عن سقوط وإصابة العشرات من الأطفال الخدج والنساء والأطباء.
وقال مدير قوة حماية المنشآت في قيادة شرطة كركوك، العقيد سامي القصاب، إن مروحية عراقية من طراز "مي 35" قصفت بعدة صواريخ مستشفى الأطفال والولادة في مدينة الحويجة صباح السبت، أدت إلى مقتل 20 شخصاً هم تسعة أطفال بينهم خمسة من الخدج و6 نساء وآخرون من الكادر الطبي، فيما أصيب 37 آخرين في حصيلة شبه نهائية.
وأوضح القصاب في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المستشفى استُهدف بستة صواريخ سقطت على وحدة الطوارئ ودار استراحة الأطباء وصالة الولادة وقسم الإنعاش والولادات الحرجة والخدج".
ووصف القصاب الحادث بالمروع والغير مفهوم حتى الآن من قبل أجهزة الشرطة المحلية، وقيام طائرات مقاتلة باستهداف المستشفى.
بدوره، قال عضو مجلس محافظة كركوك حميد الجبوري في اتصال مع "العربي الجديد" إن "الطائرات العراقية ارتكبت مجزرة بشعة لا وصف لها في الحويجة اليوم". وأوضح أن "بعض الأطفال لا يزالون في حاضنات الأوكسجين تحت الأنقاض والجيش والقيادات السياسية تلتزم الصمت عن المجازر اليومية للطائرات؛ فبعد يوم واحد من قتل عشرات المدنيين شمال بابل عاد اليوم ليكرر الجريمة في الحويجة".
وطالب الجبوري "الزعماء السنة في بغداد بالانسحاب فوراً من تشكيل الحكومة احتجاجاً على تلك الجريمة قبل أن يفقدوا احترامهم وشعبيتهم أمام ناخبيهم".
ولم تعلق وزارة الدفاع على الحادث، لكنّ تلفزيون "العراقية" الحكومي نقل عن مسؤول وصفه بالعسكري البارز قوله إن الطيران قصف مواقع في مدينة الحويجة يتواجد بداخلها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ونجح في قتل عدد منهم بينهم قياديون.
وفي السياق نفسه، عثرت الشرطة العراقية في بغداد على جثث تسعة مواطنين في مكب للنفايات شرقي بغداد حملت علامات تعذيب. وقال مسؤول بالشرطة فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن"الشرطة عثرت على جثث تسعة شبان تتراوح أعمارهم بين عشرين وخمسة وثلاثين عاماً وقد أعدموا رمياً بالرصاص". وأضاف أنّ " الضحايا بدت عليهم علامات تعذيب واضحة"، مرجحاً تورط مليشيات وصفها بالخارجة عن القانون بالجريمة.