تواصل المليشيات الطائفيّة انتهاكاتها في بلدة المقداديّة، شمال شرقي محافظة ديالى، وسط صمت مطبق من قبل حكومتها المحليّة، وعجز عن تدارك الموقف من قبل حكومة بغداد، الأمر الذي يثير المخاوف من خروج الموقف عن السيطرة.
وقالت عضو مجلس المحافظة، نجاة الطائي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأوضاع الأمنية في محافظة ديالى عموماً، وفي المقدادية خصوصاً، تشهد توتراً مستمراً"، مبيّنة أنّ "المليشيات ترتكب انتهاكاتها من قتل وتهجير وخطف وتغيير ديموغرافي في المقدادية، وعدد من القرى التابعة لها من دون أي رادع".
وأشارت إلى أنّ "الموقف في البلدة بدا خطيراً جدّاً، وأنّ الأهالي يعانون من تلك الانتهاكات التي تستهدف مكوناً بعينه"، لافتةً إلى أنّ "هناك تجاهلا وعجزا واضحا من قبل حكومة ديالى والحكومة المركزية إزاء كل تلك الانتهاكات".
وطالبت المتحدثة ذاتها، بـ"موقف حكومي إنساني تتبناه الحكومة لإنقاذ أهالي البلدة والسيطرة على الملف الأمني فيها والحفاظ على حياة المواطنين".
من جهته، أكّد الشيخ غالب الجبوري، وهو أحد شيوخ المقدادية، أنّ "الأوضاع في البلدة تزداد تدهوراً يوماً بعد آخر، وأنّ البلدة تعيش تحت سطوة المليشيات".
وقال الجبوري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّه "عقب التفجير الأخير الذي ضرب البلدة يوم الأحد الماضي، استمرت المليشيات بأعمالها الانتقامية وخطفت العشرات من أبناء البلدة من منازلهم، فيما تواصل تطويق البلدة بحواجزها الأمنيّة المتنقلة، والتي تعتقل من خلالها على الهوية".
وأوضح أنّ "البلدة اليوم تحولت إلى مدينة أشباح وأنّ الأهالي يرقدون في بيوتهم ولا يستطيعون الخروج منها خوفاً من الخطف"، مؤكّداً أنه "لا وجود لسلطة الدولة في البلدة، السلطة الوحيدة هي للمليشيات المنتشرة في كل مكان في المقدادية، وأنّ قوات الشرطة المتواجدة لا تستطيع أن تعارض أي تحرّك لها وأي انتهاك تقوم به".
ودعا غالب الجبوري الحكومة المركزيّة إلى "تدارك الموقف في المقدادية وإرسال قوة خاصة لحمايتها، واتخاذ قرار بإخراج المليشيات الطائفية منها"، مؤكّداً أنّ "الوضع إذا ما استمر على ما هو عليه الآن، فإنّ مجازر كبيرة سترتكبها المليشيات ويذهب ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء".
للإشارة، كانت بلدة المقدادية المرتبطة بحدود إداريّة مع إيران، قد شهدت الأحد الماضي، تفجيراً نفّذه انتحاري قرب مقهى شعبي أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 50 شخصاً، فيما بدأت المليشيات عقب التفجير بعمليات انتقاميّة.
الجدير بالذكر أنّ البلدة تشهد ارتباكاً أمنيّاً خطيراً وأزمات أمنيّة مستمرّة، تتمثل بعمليّات انتهاكات مستمرة من قبل المليشيات وخطف واعتقال وتهجير قسري.