في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد علاوي، حوارات الساعات الأخيرة مع الكتل السياسية للحصول على دعمها ومنح الثقة لحكومته التي من المفترض أن يعرضها على البرلمان في جلسة استثنائية يوم غد الخميس، أكدت مصادر سياسية عراقية، تراجع كتل عدة عن دعمها لرئيس الحكومة، بعد تسريب تشكيلته الوزارية، والتي انسحب منها مرشحان خلال الساعات الماضية.
ومع تسريب السير الذاتية للمرشحين للمناصب الوزارية، والتي تداولتها وكالات أنباء محلية عراقية ومواقع التواصل الاجتماعي، أعلن رئيس جامعة الأنبار خالد بتال النجم، في كتاب رسمي انسحابه من الترشيح لوزارة التخطيط، مبيناً أنه يريد التفرغ لإعادة إعمار جامعة الأنبار التي دمرها تنظيم "داعش"، كما أكدت مصادر سياسية انسحاب مرشح وزارة الداخلية عبد الوهاب الساعدي من المنصب أيضاً مساء اليوم الأربعاء.
وبالتوازي مع حوارات علاوي مع بعض الكتل، عقدت كتل أخرى اجتماعات فيما بينها، واتفق بعضها على رفض تشكيلة علاوي الوزارية، ووفقاً لمسؤول مطلع على المباحثات، فإن "تحالف القوى العراقية (الممثل للمكون العربي السني) عقد اجتماعاً مع دولة القانون (بزعامة المالكي) وتوصل الطرفان إلى تفاهم بعدم القبول بتشكيلة الحكومة الحالية وأهمية توفر حكومة توافقية".
وأكد المسؤول أن "الكتلتين لم تقتنعا بالبرنامج الحكومي ولا آلية اختيار الوزراء"، مشيراً إلى أن "كتلة النصر تراجعت عن موقفها الداعم لحكومة علاوي واعتبرت التشكيلة الوزارية غير مستقلة وعلى خلاف ما تعهد به رئيس الوزراء المكلف، ولفت إلى أن "علاوي ما زال يجري اتصالاته محاولاً إقناع الكتل بتمرير حكومته".
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الاجتماعات ما تزال متواصلة بين رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي وباقي القوى السياسية وقد أبدى علاوي استعداداً لتغيير الوزراء الذين أثارت حولهم الكتل اعتراضات بسبب العمر أو الخلفية السياسية.
من جانبه، انتقد رئيس "ائتلاف الوطنية"، إياد علاوي، التشكيلة الوزارية الجديدة، على اعتبار أنها لم تعط فرصة للشباب، مؤكداً بتغريدة له، أن "العراق من أكثر الدول العربية في نسبة الشباب، وغالبيتهم دون سن الـ20 عاماً. ينبغي أن يُعطى للشباب دور أكبر في تسيير أمور البلاد، وهو ما سيكون رسالة اطمئنان للشباب المنتفض، كما ينبغي أن تحظى المرأة بدور يوازي مكانتها وتضحياتها". وذلك في إشارة إلى تشكيلة علاوي التي اعتبر أن أغلبها من الكهول.
Twitter Post
|
أما النائب عن "كتلة الحل"، محمد الكربولي، فسخر من البرنامج الحكومي، معتبراً أنه "سيناريو مكرر"، وقال، إن "لا شيء أسوأ من حضور فيلم مكرر بنفس السيناريو ونفس المقدمة التي عرضتها الحكومة السابقة، بل حتى الوزارات الشاغرة بقيت نفسها .. تغيير وجوه الممثلين مع بقاء القصة ذاتها لن يغير شيئاً من نهاية الفيلم مهما أجاد الممثلون الأداء"، مؤكداً على أنه "لا يُلام أحد على عدم الحضور".
Twitter Post
|
في غضون ذلك، قررت رئاسة البرلمان أن تكون جلسة منح الثقة جلسة علنية، وقال نائب رئيس البرلمان، حسن كريم الكعبي إن "أعضاء مجلس النواب جميعهم اطلعوا على السير الذاتية للمرشحين، وأن اللجنة المشكلة ناقشت المنهاج الحكومي وأبدت ملاحظاتها وتوصياتها إلى الرئيس المكلف، والذي من جهته أبدى استعداده لتضمينها والالتزام بها ضمن المنهاج الوزاري لحكومته".
وأكد أن "جلسة الغد ستكون ديمقراطية مئة بالمئة، وأن التصويت سيكون علنياً ليطلع أبناء الشعب العراقي على ممثليهم في اختيار تشكيلته الوزارية، وستكون خيارات التصويت بحرية تامة".