بدأ تحالف "سائرون" المدعوم من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أواخر شهر يونيو/حزيران الماضي، حملة لضمان ما وصفه بحقوق المعتقلين في السجون من مقاتلي ما كان يُعرف باسم "جيش المهدي"، الذي واجه القوات الأجنبية التي احتلت العراق عام 2003، من دون غيرهم، ما يثير جملة من الانتقادات.
وذكرت النائبة عن التحالف في مجلس النواب العراقي، رفاه العارضي، التي قدمت مشروع القانون على أنه "خاص بجيش المهدي"، أن "الوثيقة المنبثقة من الحملة تُدرج المعتقلين في السجون العراقية من الذين قاوموا المحتل، في مؤسسة السجناء السياسيين كي يحصلوا على حقوقهم المسلوبة". وقالت العارضي لـ"العربي الجديد" إن "مشروع القانون الجديد الذي يدعو إلى إنصاف المقاومين للاحتلال الأميركي، المقصود منه هم عناصر جيش المهدي، لأن فيهم مقاتلين أبرياء ومات كثر منهم بالسجون، وأنا طالبت بعد تقديم الطلب إلى مجلس النواب بتعديل قانون السجناء الذي لم يمنح أي امتيازات للسجين والمعتقل، بشرط عدم شمول التعديل ممن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين ونفذوا الجرائم الإرهابية. وبصراحة أنا لم أذكر أسماء الفصائل التي قاومت المحتلين، ولكن قصدت من الطلب جيش المهدي فقط". ولفتت إلى أنها "قدمت الطلب بناءً على طلب من المعتقلين أنفسهم، بعد سلسلة من الاتصالات واللقاءات معهم".
إلى ذلك، قال عضو الحزب الإسلامي، النائب السابق مطشر السامرائي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، "حين طالبنا سابقاً بفتح تحقيقات بشأن المعتقلين الأبرياء، لم نكن نقصد مكوناً معيناً، بل كل العراقيين المعتقلين، إلا أن هناك جهات تسعى إلى ارضاء المكون الذي تنتمي له، وهذا ما يؤخر بناء دولة عراقية قوية".
من جهته، أوضح الخبير إياد الدليمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن "القانون حق يراد به باطل ويهدف لتزييف حقائق وتغيير وقائع"، مبيناً أن "القانون يحاول اختزال المقاومة في جهة واحدة، على الرغم من أن الجميع يعلم من الذي قاوم ومن ضحّى ومن دفع ثمن مقاومة الأميركيين منذ أول يوم للاحتلال". وأكد أن "هناك شخصيات متورطة بجرائم تطهير طائفية تابعة لجيش المهدي أو أنصار الصدر، وعليها ملفات جنائية خطيرة سيتم إعادة تأهيلها بهذا القانون" في حال تمريره، معتبراً أن "القانون يراد منه تحقيق مصالح لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر داخل مناطقه أو معاقله التقليدية كونه ينطوي على مرتبات ومكافآت مالية شهرية ستكون مخصصة لأتباعه". غير أن عضو التيار الصدري أحمد الدراجي اعتبر في حديثٍ لـ"العربي الجديد" التشكيك بنوايا القانون بأنه "سوء نية مسبقة".