العراق: دعم إيراني يعيد المالكي على رأس "الدعوة" وخلافات تنذر بانشقاقات جديدة

15 يوليو 2019
المالكي يحظى بدعم إيراني (Getty)
+ الخط -

لم يرُق فوز نوري المالكي أميناً عاماً لحزب "الدعوة" في العراق، للمرة الثانية، لأعضاء مخضرمين في الحزب، إذ يدور الحديث في الأوساط الداخلية للحزب عن احتمال انشقاق جماعي داخله، بعد تصدّر وجوه مقربة من المالكي عضوية الأمانة العامة للحزب وإقصاء أخرى، أبرزهم رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي.


وبالرغم من كثرة التسريبات التي يؤكدها أعضاء سابقون في الحزب، خرجوا منه بعد "انحرافه" بحسب تعبيرهم، إلا أن الأعضاء الحاليين يتسابقون على نفي التوتر الحاصل داخل الدعوة، إذ يشير هؤلاء إلى أن "الحزب متماسك". وبحسب تعليق عضو مجلس الشورى في الحزب، رسول أبو حسنة، فإن "إعادة انتخاب نوري المالكي أميناً عاماً للحزب، لم تُحدث أي شرخ داخل الحزب، وهي مسألة طبيعية، وهذا لا يعني استبعاد أحد، فلا يوجد أي استبعاد، وأن إيران لا علاقة لها بالمؤتمر الأخير الذي تضمّن الانتخابات".

من جهته، قال عضو الحزب السابق، غالب الشابندر، لـ"العربي الجديد"، إن "المالكي لم يفز بدورة ثانية لرئاسة الحزب لولا الدعم الإيراني الذي يحظى به، لأن إيران لا تعرف حليفاً لها أكثر طاعة من المالكي في كل العراق، وبالتالي فإن الضغوط الإيرانية كانت حاضرة على المؤتمر الحزبي الأخير، بل حتى إنه شهد حضورا إيرانيا، بصفة ضيوف في المؤتمر، إلا أنهم أكبر من ضيوف، فهم كانوا يراقبون سير عملية الانتخابات ومعرفة المعترضين".

وأضاف أن "المالكي وعد كثيراً من القيادات التي ما تزال موجودة ضمن تنظيمات الحزب، بمناصب رفيعة في حال إقناع باقي الأعضاء بانتخابه، وهذا يدل على عدم رضا من قبل الأعضاء بالمالكي، ولكن الإرادة الإيرانية أقوى".

وأوضح أن "بوادر الانشقاقات واضحة داخل الحزب، وتحديداً جبهة حيدر العبادي، التي تضم مجموعة من الأسماء، منها علي العلاق وطارق نجم وعباس البياتي وجاسم محمد جعفر وعبد الحليم الزهيري وعلي الأديب، ولكن ما قد يمنع من انشقاقهم هو التاريخ الطويل الذي قطعوه في خدمة الحزب، فهم قد يحاولون خلال الفترات المقبلة تحجيم صلاحيات نوري المالكي، وإذا لم تنفع جهودهم فلا أستبعد انشقاقهم وتأسيس حزب دعوة جديد".

وأعرب السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، أمس الأحد، في بيان له نقلته وسائل إعلام محلية عراقية، عن ارتياحه البالغ وتهانيه بمناسبة النجاح الذي حققه مؤتمر حزب "الدعوة" وإعادة انتخاب المالكي، السبت، أمينا عاما له، وتمنى السفير الإيراني النجاح للمالكي.

من جهته، أشار القيادي السابق في الحزب، صلاح عبد الرزاق، إلى أن "المؤتمر الأخير للدعوة اتسم بالشفافية، واختيار المالكي جاء بأغلبية ساحقة، عبر 342 صوتاً لصالح المالكي مقابل 370 صوتاً لأسماء أخرى مجتمعة، ما يعني أن المعترضين على نوري المالكي هم قلة، وإذا انشقوا أو خرجوا عن الحزب فهذا أمر طبيعي ولا يمكن أن ننفي الأغلبية باختياره". وبين لـ"العربي الجديد"، أن "من تبنّى فكرة طرح اسم المالكي ضمن القائمة التي ضمنت مجموعة ليست قليلة من أسماء الأعضاء المؤهلين للقيادة، هو أحد أعضاء اللجنة الإدارية في الحزب، وللعلم، هو من جبهة حيدر العبادي، وليس من جماعة المالكي، وإن التسريبات التي تتحدث عن خلل في عملية التصويت أو وجود انشقاقات هي غير منطقية".

واعترف عبد الرزاق بتراجع شعبية حزب "الدعوة" في العراق، ليس بسبب فشل الحكومات التي ترأسها أعضاء الدعوة (إبراهيم الجعفري ونوري المالكي وحيدر العبادي) الذين حكموا لأكثر من 13 عاماً، إنما بسبب "الأداء الانتخابي"، مشيراً إلى أن "ائتلاف دولة القانون كان كبيراً، ولكنه تراجع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بسبب الانقسامات التي شهدها الحزب".


ويُعد "الدعوة" أحد أبرز الأحزاب الدينية الموالية لإيران، وقد تأسس في نهاية خمسينيات القرن الماضي من قبل رجل الدين محمد باقر الصدر. وشاركت كوادر الحزب في القتال إلى جانب الجيش الإيراني بعد اجتياح الجيش العراقي مدناً حدودية إيرانية، في ثمانينيات القرن الماضي، وإعلان طهران آنذاك فتح باب "الجهاد المقدس". وسيطر الحزب على الحكم في العراق طيلة الـ 13 سنة الماضية.

المساهمون