أثارت تسمية القيادي في ميليشيا جيش المهدي، والنائب العراقي، حاكم الزاملي رئيساً للجنة التحقيق، في مجزرة بلدة بروانة، شرقي محافظة ديالى، استياء واسعاً لدى العراقيين وذوي الضحايا بشكل خاص.
واتّهم ذوو الضحايا "ميليشيات ترتدي ملابس سوداء وأخرى رياضية، ترافق الجيش العراقي بتنفيذ المجزرة"، فيما اتّهم سياسيون ميليشيا "العصائب" و"بدر" بالتورط في الجريمة التي وقعت عقب انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من البلدة، ودخول الجيش وميليشيا الحشد الشعبي إليها، وتمّ خلالها اعتقال 72 مدنياً بينهم طفلان، وتمّ إعدامهم رمياً بالرصاص، بعد أن ردّدوا شعارات طائفية، وذلك في السابع والعشرين من الشهر الماضي.
وأشار محامي الدفاع الموكل من قبل ذوي الضحايا، عبد الله العيساوي لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ اللجنة زارت موقع الجريمة أمس الاثنين، وشاهدت والتقت بزوجات وأمهات الشهداء، ومع الأسف لم تكن صادقة تماماً، عندما ادّعت أن أربعة منهم فقط تم التعرّف إليهم، وأن الآخرين غرباء، في محاولة لطمس الحقيقة، والتلميح إلى أنهم "داعش"، على الرغم من وجود ما يؤكد أنهم "من سكان البلدة".
وأضاف "كيف يمكن لزعيمٍ في ميليشيا مسلّحة، ومتّهم من قبل الأميركيين في العام 2006، بقتل مواطنين على الهوية الطائفية، وصدر بحقه أكثر من مذكرات اعتقال، أن يرأس اللجنة"، معتبراً أنّ الزاملي شخص "لا يمكن الوثوق به، لأنّه متورط بجرائم مماثلة في السابق".
وفي هذا السياق، أوضحت زوجة أحد الضحايا لـ"العربي الجديد" كيف تعرّضت للضغط أثناء إدلائها بإفادتها فقالت "اللجنة طالبتني بأن أصف أشكال العناصر الذين اقتادوا زوجي من المنزل وقتلوه، وكأنهم كانوا كاشفي الوجوه، وحين لم أتمكّن من ذلك، قالوا لي هل تتّهمين مجاهدي "الحشد الشعبي"، في الوقت الذي كان هؤلاء ينتظرون الجواب".
وأضافت "لو قلت نعم للحقت بزوجي، وكذلك أطفالي، لذا قلت لا، عندها قالوا لي أنت عراقية أصيلة، وغادروا بعد تسجيل الإفادة التي وقّعت عليها، وبنادق الميليشيات تزاحم كتفي".
إلى ذلك، انتقد القيادي في جبهة حراك العراقية، محمد عبد الله تسمية من وصفه بالشخصية غير المحايدة رئيساً للجنة تحقق بجرائم ميليشيات، وقال لـ"العربي الجديد" إن "تعيين الزاملي رئيساً للجنة يتماشى مع مثل الحاكم والجلاد في الوقت نفسه، لذا فإنّ الجبهة ستتوجّه إلى المحاكم الدولية، وتطالب بتدويل المجزرة".
وأضاف "ميليشيات بدر والعصائب، قتلت المدنيين بدافع طائفي معروف، يرسلون زعيم ميليشيا للتحقيق بالجريمة"، مطالباً "رجال الدين الشيعة بإدانة المجزرة، كما دان علماء الدين السنّة جرائم تنظيم داعش" على حد قوله.