على الرغم من العمليات الأمنية المتكررة التي تعلن عنها السلطات العراقية في محافظة ديالى شرقي بغداد، إلا أنّ بلدات ومناطق بالمحافظة الحدودية مع إيران، تشهد بين الحين والآخر عمليات قصف عشوائي، تتسبب بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين.
وقالت خلية الإعلام الأمني العراقية، في بيان، إنّ "مدينة كنعان في ديالى تعرّضت، ليل الأربعاء، لقصف عشوائي بـ13 قذيفة هاون"، موضحة أن القصف أسفر عن إصابة امرأة عراقية بجروح.
وبينت أنّ "قوة من قيادة عمليات الجيش في ديالى قامت بعمليات تفتيش في المنطقة بحثاً عن المتورطين بالقصف".
بيد أنّ مسؤولين بالأمن المحلي في ديالى، أكدوا أنّ عدد الجرحى بلغ 9 أشخاص، فضلاً عن خسائر مادية في ممتلكات المدنيين.
وقال عضو في مجلس محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القصف العشوائي المتكرر بالمحافظة، يعود للسلاح المنفلت والمنتشر بكثافة لدى المليشيات والعشائر، فضلاً عن وجود بقايا خلايا لتنظيم داعش الإرهابي مختبئة في مناطق بديالى"، مضيفاً أنّ "الحملات الأمنية غالباً ما تركّز على مناطق معينة وتتجاهل أخرى".
وأوضح أنّ "الجميع في الحكومة المحلية في ديالى، يقف خلف القوات العراقية في قضية مطاردة عناصر تنظيم داعش في منطقة حمرين، وقرى أخرى في المحافظة، مستدركاً: "إلا أننا يجب أن نلتفت إلى خطر آخر مهم يتمثل في سلاح المليشيات والعشائر".
وقال إنّ "بعض الفصائل المسلحة تمارس أحياناً نشاطات فوق سلطة الدولة"، مضيفاً أنّ "كثيرين من مسؤولي ديالى الحكوميين والأمنيين يمتلكون معلومات كافية بشأن هذا الأمر، إلا أنّهم لا يتحدثون خشية الانتقام".
وتتعرّض بعض مناطق ديالى؛ وأبرزها المخيسة، لقصف متكرر تسبب بسقوط قتلى وجرحى، فيما يوجه سياسيون وزعماء محليون الاتهامات للمليشيات.
وقال الزعيم القبلي المحلي محمود عبد الصمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "منطقة المخيسة تعد من أكثر المناطق تضرراً في محافظة ديالى، بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، مؤكداً أنّ "مليشيات تسيطر على قرى مجاورة تقوم بقصف عشوائي متكرر على البلدة منذ سنوات، ما اضطر عدداً غير قليل من الأسر إلى مغادرة المخيسة باتجاه مناطق أخرى أكثر أمناً".
ولفت عبد الصمد إلى "فشل جميع المناشدات التي وجهت للحكومة العراقية في بغداد، ومجلس محافظة ديالى لتلافي الكارثة التي تحل بمنطقة المخيسة".
وكان عضو البرلمان العراقي عن محافظة ديالى رعد الدهلكي، قد أكد، في وقت سابق، أنّ المخيسة تتعرض لقصف بقذائف الهاون من مناطق مجاورة، مطالباً رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بإرسال قوات أمنية إلى المحافظة.
وبيّن أنّ القصف تقوم به مليشيات تحاول فرض سيطرتها على مناطق في ديالى، وفقاً لمعلومات أدلى بها قادة أمنيون.