وقال مصدر سياسيّ مطّلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إيران تريد مشاغلة القوات التركية القريبة من الموصل قبل التحرّك العسكري لتحرير المدينة، محاولة ثنيها عن أي مشاركة أو دور في هذه المعركة المرتقبة".
وبدأت إيران في قيادة معركة الموصل، ووضع خطة لتقسيم المهام بين فصائل مليشيا "الحشد"، محاولة تلافي أي تعارض في المهام قد يؤدي إلى الخلاف بين الفصائل.
وفي هذا السياق، قال المصدر إن "طهران قسّمت المهام بين فصائل مليشيا الحشد خلال المعركة، فبعض الفصائل ستكون ضمن القوات المهاجمة، وأخرى ستتولى مهمة السيطرة على الأرض وإحراقها وهدم البنى التحتية للمدينة، وأخرى ستتولى مهمّة مشاغلة القوات التركية وإعاقتها عن المشاركة في المعركة".
وأوضح، أنّ "مليشيا النجباء ستتولّى مهمة مشاغلة القوات التركية واستهدافها"، لافتاً إلى أنّ "طهران أرسلت إلى قادة هذه المليشيا، وهم حاليا في طهران لبحث خطّة لضرب القوات التركية وإعاقة تقدمها نحو الموصل".
وأشار إلى أنّ "إيران ستوفر الدعم اللوجستي الكامل لكافة فصائل المليشيات، من أسلحة متوسطة وثقيلة وخفيفة، فضلا عن وضع خطط لتحركها".
في غضون ذلك، أعلن الأمين العام لمليشيا "النجباء"، أحد فصائل "الحشد"، أكرم الكعبي، من طهران أنّ "قواته ستستهدف القوة العسكرية التركية في العراق"، مضيفاً "نحن نعتقد منذ البداية أن الإخوان المسلمين في تركيا يمثّلون أجندات خارجية، وهذا واضح اليوم، فهم يشتركون مع الكيان الصهيوني في نفس العقائد التي تعتقد بها المجاميع التكفيرية في سورية والعراق"، بحسب تعبيره.
وأضاف، "نرى كذلك ارتباط الحكومة التركية بنفس الدول التي ترتبط بها المجاميع التكفيرية، لذلك يمثّل الأتراك مشاريع توسعية، وما يحدث في جرابلس من احتلال تركي، هو نفسه ما حصل في الموصل من احتلال تركي ودخول القوات التركية إلى بعض مناطقها".
وتابع "الأتراك متوهمون في هذا التدخل بالعراق أو سورية، ويقيناً سيكون ردّنا عليهم بعد تحرير الموصل موجعا، وسنستهدف هذه القوات في العراق"، مؤكّدا أنّ "قوات الحشد والجيش العراقي والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب أصبح لديها الآن إمكانيات حقيقية على أرض الواقع، وتستطيع تحرير الموصل من دون مساعدة من القوات الأميركية أو أي قوى أخرى".
وبدأت فصائل الحشد، بحسب مصدر فيها، بالاستعداد للمشاركة الفعليّة في معركة الموصل المرتقبة، عبر إعداد 18 ألف عنصر، كدفعة أولى.
ويأتي هذا في وقت تستعد فيه القوات العراقيّة لإطلاق معركة "تحرير الموصل"، بينما يتخوّف أهالي المحافظة من خطورة مشاركة مليشيا "الحشد"، وارتكابهم انتهاكات بحق المدنيين، كما حدث في الفلوجة وديالى وصلاح الدين وجرف الصخر وغيرها من المناطق.