وقال العقيد في شرطة الكرادة، جمعة الكناني في حديث لـ"العربي الجديد" إن "انتحارياً كان يرتدي حزاماً ناسفاً هاجم مقهى الزهراء الشعبي، وفجر نفسه وسط جموع المحتشدين".
من جهته، قال عضو المجلس البلدي حي الكردة، محمد علي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" إن "التفجير تسبب بتدمير المقهى واندلاع حريق انتقل الى مقاهي مجاورة قديمة، مثل مقهى البغدادي وأبو حالوب".
وأكد الطبيب في مستشفى الراهبات، الدكتور كامل عباس، حصيلة أعداد القتلى والجرحى التي صرحت بها الشرطة المحلية، وقال في حديث لـ"العربي الجديد" إن "أعداد الضحايا قابل للزيادة بسبب شدة حالات الاصابة".
وقد شهدت مدينتا الكوت والموصل في وقت سابق من اليوم تفجيرين أسفرا عن مقتل 13 شخصاً وأصابة 17 آخرين.
وأفاد مسؤول أمني أن نحو 30 عراقياً سقطوا بين قتيل وجريح، في انفجارين انتحاريين بواسطة حزام ناسف وسيارة مفخخة، استهدفا حاجز تفتيش لقوات الأمن، وثكنة للجيش العراقي في مدينتي الكوت والموصل جنوب وشمال بغداد.
وقال ضابط عراقي لـ"العربي الجديد" إن انتحارياً نفذ التفجير الأول، واستهدف نقطة تفتيش مشتركة للجيش والشرطة في منطقة اللج شمال مدينة الكوت (180 كيلومتراً) جنوب بغداد، مما أدى إلى مقتل 11 شخصاً بينهم ستة من عناصر الأمن، فيما أصيب 14 من قوات الامن والمدنيين المتوقفين في نقطة التفتيش".
أما التفجير الثاني فنتج عن سيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدفت ثكنة لقوات الجيش، في منطقة المحلبية (60 كيلومتراً غرب الموصل)، مما أسفر عن مقتل جنديين، وإصابة ثلاثة بجروح خطيرة". ونوه المصدر نفسه، إلى أن "الهجومين يحملان بصمات واضحة لتنظيم القاعدة".
إلى ذلك، أكد قائد شرطة محافظة الأنبار، اللواء اسماعيل الدليمي، مقتل خمسة عناصر مسلحة من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" واعتقال أربعة آخرين، خلال مواجهات مسلحة مع الشرطة في منطقة التأميم غربي الرمادي.
وأضاف الدليمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الأمن صّدت هجوماً مسلحاً لمجموعة تابعة لتنظيم داعش، على مركز للشرطة في حي التأميم غربي الرمادي، ما أدى إلى مقتل خمسة من المهاجمين، واعتقال أربعة بينهم مسلح يحمل الجنسية الافغانية".
براميل متفجرة على الفلوجة
اتهم ناشطون الجيش العراقي بإلقاء ما يُعتقد أنها براميل متفجرة، أمس الأحد، على أحياء الصناعة، والشهداء، وبلدة الكرمة شرقي الفلوجة، متسببةً في مقتل واصابة مدنيين. أما السلطات العراقية فلم يصدر عنها أي تأكيد أو نفي.
وقد أفاد ناشطون وشهود عيان من سكان مدينة الفلوجة أن مروحيات، يستخدمها الجيش العراقي في عملياته العسكرية، ألقت بشكل متزامن، أمس الأحد، ما يعتقد أنها براميل متفجرة على أحياء الصناعة والشهداء وبلدة الكرمة شرقي الفلوجة. وأسفرت عن مقتل واصابة عدد من المدنيين وإحداث حرائق وخسائر كبيرة في ممتلكات المواطنين.
وقال المهندس والناشط الحقوقي في الفلوجة، سهيل أحمد، لـ"العربي الجديد": لقد "شاهدنا المروحيات وهي ترمي أول برميل لها على الفلوجة".
وأضاف:" كان ينزل ببطء ومن دون صوت أو ضجة كما يفعله الصاروخ ويتقلب في الهواء، لكن عند نزوله الارض هز الفلوجة بمن فيها من شدة الانفجار".وأوضح أن "نيرانا هائلة انبعثت بعد سقوط البرميل، لا يمكن لأي صاروخ أن يحدثها".
من جهته، قال شاهد عيان آخر، يدعى أبو عبد الله، "لم أشاهد البرميل وهو يسقط، لكن وصلت مع باقي المواطنين إلى مكان سقوطه في الحي الصناعي".
وأضاف "كان عبارة عن أسطوانة من الحديد بطول متر تقريباً وبداخله بقايا حشوات لم تنفجر، فضلاً عن انتشار شظايا وكرات حديدية صغيرة حوله". وأضاف: "عندها تذكرنا براميل حلب السورية ويبدو أن حالنا بات متشابها الى حد كبير".
أما عضو المجلس العسكري لثوار الفلوجة، الشيخ عامر محمد، فأوضح في حديث لـ"العربي الجديد" أنه "ما يمكن الجزم به حتى الآن، أن ما ألقي على الفلوجة ليست صواريخ أو قذائف".
وأضاف "هي أجسام كبيرة اسطوانية تشبه براميل النفط التي نعرفها أو قناني الاوكسجين الكبيرة التي تستخدم في المستشفيات، ولا ندري هل هي هذه البراميل المتفجرة ام أنها سلاح جديد".
وأضاف: "لكننا احتفظنا بها ونأمل من منظمات دولية ومحلية القدوم إلى المدينة ومعاينتها لفضح ممارسات الجيش العراقي مع المدنيين". وأضاف "بكل حال سواء كانت براميل او صواريخ تبقى جريمة حرب وانتهاك لحقوق الانسان".
ولم يصدر عن السلطات العراقية أي تأكيد أو نفي حول الموضوع، على الرغم من محاولات "العربي الجديد" التواصل مع المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن.
وأوضح طبيب في مستشفى الفلوجة العام، طلب عدم كشف اسمه، لـ"العربي الجديد" أن "الضحايا كانوا ثلاثة قتلى و17 جريحاً".
وأشار إلى أن "غالبية الضحايا بدت عليهم جروح أصيبوا بها جراء شظايا غير منتظمة وصدئة".
وأكد لـ"العربي الجديد" أن "الحروق على أجساد الضحايا فضلاً عن الشظايا تجعل بقاء المصابين أحياء صعباً للغاية".
وأضاف: "من حسن الحظ أن المناطق التي ألقيت فيها لم تكن مأهولة بالسكان، إذ هجر أغلب المواطنين منازلهم بفعل القصف".