أبلغت مصادر سياسية عراقية في بغداد، الخميس، أن عناصر مليشيا مسلحة، يرجح أنها تابعة للحشد الشعبي، اقتحمت، في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، منزل الشريف علي بن الحسين، المرشح الحالي لمنصب وزير الخارجية، في التشكيلة الحكومية الجديدة، التي قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي للبرلمان، وهو أيضا آخر أعضاء الأسرة الملكية التي حكمت العراق لعدة عقود، قبل الإطاحة بها في انقلاب عسكري عام 1958.
ووفقا للمصادر ذاتها، فإن المليشيا اقتحمت منزل الشريف علي بن الحسين في جانب الرصافة ببغداد، بواسطة عربات عسكرية، وطالبت بإخلائه فورا من الموجودين فيه.
ولا يقيم الشريف علي في المنزل بصورة دائمة، إذ يتنقل بين العراق والأردن، وفقا للمصادر ذاتها، التي أكدت لـ"العربي الجديد"، أن قوات من الجيش حضرت إلى المكان وأقنعت المليشيات بالانسحاب.
وشكل الشريف علي بن الحسين، بعد عام 2003، تياراً سياسياً، كان يريد من خلاله الدعوة إلى إعادة نظام الحكم تحت مسمى (الملكية الدستورية)، إلا أن مشروعه لم يحظ بالنجاح، وظل طيلة تلك السنوات بعيدا عن الأضواء، حتى ظهر اسمه ضمن تشكيلة الظرف المغلق التي قدمها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، للتصويت عليها، وهو مرشح لوزارة الخارجية.
ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية، عن مراد السلطاني، سكرتير مكتب الشريف علي بن الحسين قوله، إن "قوة مسلحة ترتدي الزي العسكري ادعت أنها تابعة لأمن الحشد الشعبي داهمت المنزل، وطالبت بإخلائه فوراً ومغادرة العراق، واتصلنا بعمليات بغداد وأبلغناها بالحادث، حيث أرسلت قوة عسكرية على الفور للوقوف على ملابسات الحادث، وجرى حديث بين القوة المداهمة والقوة التي أرسلتها عمليات بغداد، بعدها انسحبت القوة المداهمة".
كما أوضح أن "هيئة الحشد الشعبي نفت صلتها بالقوة المداهمة أو أن تكون تابعة لها، وأن الشريف علي بن الحسين لا يزال داخل العراق".
وتعاني بغداد، في الوقت الحاضر، من سطوة المليشيات الممولة إيرانياً، حيث ينسب لها عمليات اغتيال وخطف وسرقة واعتداء، فضلا عن ممارسة ضغوط على العملية السياسية في البلاد.