أعلنت مستشفى مدينة كركوك شمال العراق، اليوم الخميس، وفاة طفل في العاشرة من عمره بسبب ضرب مبرح تعرض له من قبل زوجة أبيه؛ أدخل على إثره المستشفى بعد فقدانه الوعي بسبب خروج أمعائه من إحدى الضربات التي تلقاها؛ في أحدث جرائم العنف الاجتماعي المتصاعد بالعراق منذ احتلال البلاد عام 2003.
وقال مدير مستشفى كركوك العام، كريم ولي، إن "الطفل فهد رعد (10 سنوات) دخل المستشفى بتاريخ 27 أغسطس/آب الماضي، وهو يعاني من آلام في البطن ونزيف من مناطق عدة في جسده، وتم إدخاله فوراً إلى غرفة العمليات لوجود تمزق في الأمعاء الدقيقة، ونجحت الجراحة وسيطرنا على وضعه الصحي في اليوم الأول، إلا أن مضاعفات الضرب في مناطق أخرى كالرأس والصدر والظهر سببت تدهورا سريعا في حالته الصحية؛ على الرغم من محاولات الأطباء إنقاذه، وسجلنا اليوم وفاته داخل المستشفى نتيجة المضاعفات".
وقال مدير قسم شرطة العنف الأسري في كركوك، العميد رزكار عبد اللطيف، لـ"العربي الجديد"، إن "والد الطفل وزوجته قيد الاحتجاز، وسيطبق على زوجته المادة 406 من قانون العقوبات العراقي، والأب سيتحمل جريمة الإهمال والسكوت عن ضرب زوجته المتكرر للطفل"، مؤكدا أن والد الطفل المتوفى شرطي.
من جهتها، قالت رئيسة لجنة حقوق الإنسان والطفل في مجلس محافظة كركوك، جوان حسن عارف، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك تصاعداً في موجة العنف الأسري من قبل الآباء تجاه أطفالهم، وكركوك سجلت خمس حالات للعنف ضد الأطفال خلال أيام، لكن حالة الطفل فهد البياتي كانت الأقسى".
وأضافت "يخيم حزن كبير على أهالي كركوك الذين دفنوا طفلا صغيرا قتل بدافع الحقد والكراهية من قبل زوجة والده. سوف ينالان عقوبة رادعة من قبل القضاء العراقي"، على حد قولها.
من جهته، قال رئيس منظمة العراق لحماية الطفل، أحمد خليل، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك ارتفاعاً كبيراً في أعداد الأطفال المعنفين في البلاد. وثقنا رسميا نحو 450 اعتداء ضد أطفال دون سن العاشرة خلال عام واحد، والحالات كانت تراوح بين كسر أيديهم وسيقانهم والتسبب في حالات إعاقة، ولكن حالة وفاة الطفل فهد البياتي، تعتبر الأولى من نوعها على مستوى البلاد".
وقال أحد العاملين في مستشفى كركوك، الممرض مراد بهاء، لـ"العربي الجديد"، إن "الطفل رغم ما كان يعانيه من آلام الاعتداء؛ إلا أنه كان يسأل عن أبيه ويريد أن يراه، وكذلك إخوته، ولكن الأقدار وفعل زوجه الأب الجبان ساقه إلى مثواه الأخير دون أن يرى أباه أو إخوته".