العراق يدخل عصر 3G

26 نوفمبر 2014
توقعات متفائلة لمستقبل الاتصالات (مات كارديه/GETTY)
+ الخط -
خلال السنوات الماضية، لم يكن قطاع الاتصالات يحظى باهتمام في الشارع العراقي وعلى منابر وسائل الإعلام، إلا فيما يتعلق بانتقادات حول نوعية الخدمات. في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت توقعات المختصين والخبراء بأن تشهد بداية العام المقبل نمواً في هذا القطاع، بنسبة تصل إلى 33%. أما السبب فهو توقيع الحكومة العراقية مع الشركات الثلاث للهاتف المحمول، العاملة في البلاد (زين وآسيا سيل وكورك تيليكوم)، عقد إطلاق خدمة الجيل الثالث الـ3G.

تطوير الاتصالات
ويقول رئيس مجلس الأمناء في هيئة الإعلام والاتصالات العراقية الدكتور علي ناصر الخويلدي لـ "العربي الجديد"، إن واقع قطاع الاتصالات شهد تطوراً ملحوظاً منذ العام 2003، بعد دخول شركات الهاتف المحمول واستخدامها الشبكات الأرضية. وذلك بالتزامن مع سعي وزارة الاتصالات إلى تطوير واقع الإنترنت.
وحتى هذا العام، كان العراق لا يزال في طور خدمات الجيل الثاني في الإنترنت، في ظل واقع يقول إنه لم يعد بالإمكان فصل خدمات الاتصالات عن الشبكة العنكبوتية.
ويضيف الخويلدي أن سوق الاتصالات في العراق سيشهد ثورة خلال السنوات المقبلة، ولا سيما بعد توقيع الحكومة العراقية والمتمثلة بهيئة الإعلام والاتصالات، مع شركات الهاتف المحمول، عقد إطلاق حق استخدام ترددات الجيل الثالث 3G مع شركات الهاتف النقال بكلفة 307 ملايين دولار لكل شركة تدفعها على أربعة أقساط.
ويتوقع الخويلدي أن "هذا العقد سينشط الحركة الاقتصادية والتقنية في البلاد، وسينهض وبشكل كبير بعالم التكنولوجيا في العراق، فضلاً عن أنه سيحقق طفرة في تحميل البيانات وخدمات الإنترنت للهاتف النقال. منها سرعة الإنترنت وسرعة تحميل البيانات، وتفعيل العالم الرقمي من خلال استخدام الأجهزة المحمولة. إضافة إلى تخفيض كلفة استخدام الإنترنت من خلال الهاتف". ويتوقع الخويلدي "نمو سوق الاتصالات في العراق بنسبة 33% بداية العام 2015".
الوكيل الفني لوزارة الاتصالات أمير البياتي يوضح لـ "العربي الجديد"، أن وزارته هيأت البنى التحتية لشبكة الألياف الضوئية والأحزمة، وذلك لإنجاح سوق الاتصالات من بعد التطور الذي طرأ عليه.
ويلفت البياتي إلى أن "الوزارة وقعت عقداً قبل يومين مع شركة زين، يتضمن حق استخدام الكابل الضوئي بما يسهم للارتقاء بخدمات الإنترنت، وبأسعار رمزية تنعكس إيجابياً على المستخدم العراقي". ويشرح أنه "من المتوقع أن توقع شركتا "آسيا سيل" و"كورك تيليكوم" العقد نفسه مع الوزارة، خلال الشهر المقبل.
من جانبه يبيّن المدير الفني لشركة زين للهاتف النقال حيدر راضي لـ "العربي الجديد"، أن العراق يمتلك سوقاً واعدة في قطاع الاتصالات. ويلفت إلى "حالة التنافس الموجودة في سوق الاتصالات، وهي تسير وفق نظام السوق، وبالنسبة للأسعار فسيتم تحديدها في العقد المبرم بين الشركة والحكومة".
ويؤكد المتحدث باسم شركة "آسيا سيل" عبد الله حسين لـ "العربي الجديد"، أنه "بعد التطور الأخير في قطاع الاتصالات فإننا نتوقع أن يزيد عدد مستخدمينا خلال العام المقبل 25% وعدد مستخدمي الإنترنت اكثر من 50%، وهي بداية جيدة لتحريك سوق الاتصالات لمنافسة القطاعات الأخرى ومنها قطاع النفط".
أما بالنسبة لشركة كورك تيليكوم، فيقول المتحدث باسم الشركة حسين جابر: "نعمل على إطلاق خدمة الجيل الثالث بداية عام 2015، وقاعدة مشتركينا تتطابق مع نسب توزيع السكان للمحافظات العراقية، ولدينا قاعدة واسعة في كل أرجاء العراق".
ويشرح الخبير الاقتصادي المختص في سوق الاتصالات عبد الغني خليل لـ "العربي الجديد"، أن "الموازنة العراقية تعتمد على قطاع النفط بنسبة 96% ما يتطلب تفعيل القطاعات الأخرى من بينها قطاع الاتصالات. لذا فإن قرار الحكومة العراقية بمنح شركات الهاتف المحمول حق استخدام خدمات الجيل الثالث، سينمي قطاع الاتصالات ليكون مورداً حقيقياً يمكن الاعتماد عليه في موازنات العراق المقبلة".
ويشير خليل إلى أنه "على الحكومة العراقية أن تخلق المزيد من التنافس في قطاع الاتصالات، من خلال السماح لشركات أخرى لدخول السوق العراقية. ولا سيما أن أسعار المكالمة الهاتفية باهظة والخدمات المقدمة لا تعكس ما تجنيه الشركات والحكومة من أرباح. برغم أن عدد المشتركين وصل حتى نهاية الشهر الماضي إلى 18 مليون مستخدم".