العراق يستدعي السفير التركي... وكتل تعمّق الأزمة بين البلدين

05 أكتوبر 2016
استدعاء السفراء بداية أزمة في العلاقات (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -


تصاعدت حدّة الأزمة بين بغداد وأنقرة، بشأن تواجد القوات التركية في العراق، وحاولت كتل سياسية وقادة مليشيات تعميق الأزمة بين البلدين وعرقلة أي علاقات دبلوماسية، إذ أجبرت تلك الجهات وزارة الخارجية العراقية على استدعاء السفير التركي، ما دفع بأنقرة إلى الرد بالمثل واستدعاء السفير العراقي لديها.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال في بيان صحافي، إنّ "وزارة الخارجية قرّرت استدعاء السفير التركي فاروق قايماقجي على خلفية التصريحات التركية الاستفزازية بشأن معركة الموصل".

في المقابل ردت الخارجية التركية على استدعاء سفيرها، بـ"استدعاء السفير العراقي لديها هشام العلوي، احتجاجاً على اتهامات البرلمان العراقي لتركيا، واعتبار قواتها في العراق قوات محتلّة".

ويصعّد قادة سياسيون اعراقيون وقادة المليشيات ضدّ الوجود التركي في العراق، معتبرين أنّ القوات التركية "قوات احتلال".

ورأى الخبير السياسي عبد الله راشد، أنّ "الحكومة العراقيّة أحرجت من التصريحات السياسية للكتل ولقادة المليشيات، ما دفعها لاستدعاء السفير التركي".

وقال راشد لـ "العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "استدعاء السفير هو بداية لأزمة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين"، مشيراً إلى أنّ "تلك الكتل لم تكتفِ بالاستدعاء، بل تسعى لطرد السفير التركي من بغداد، وقطع العلاقات بين الجانبين".

وأكّد أنّه "على ما يبدو فإنّ هناك حملة منظمة ضدّ تركيا وسفيرها في بغداد، وبالتأكيد ستؤثّر على العلاقات المشتركة".

وقال قائد مليشيا "الحشد الشعبي" هادي العامري، إنّه يحذّر "أيّ قوة أجنبية من زج نفسها بعمليات تحرير الموصل"، مضيفاً "سنعتبرها عدواً، وسيتم التعامل معها أسوة بداعش".

وتابع أنّ "الموصل لا يحرّرها إلّا أبناء العراق الغيارى ومن جميع المكونات".

وطالبت النائبة عن ائتلاف "دولة القانون" فردوس العوادي، وزارة الخارجية العراقية بـ "تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن التدخل العسكري التركي شمالي العراق"، معربة عن استغرابها من أن "تكتفي الحكومة العراقية بمطالبة تركيا الخروج من الأراضي العراقية وعدم لجوئها إلى الهيئة الأممية الخاصة عن حفظ الأمن والسلام العالمي، خصوصاً أنّ ذلك من بديهيات عمل وزارة الخارجية العراقية".

ووصفت العوادي موقف البرلمان التركي بـ"المؤسف"، معتبرة أنّه "تحريض من جهة ممثلة لشعب باحتلال أراض لشعب آخر"، قائلة إنّ "البرلمان التركي أثبت أنّه لا يمثل الشعب التركي، بل هو أداة لتنفيذ رغبات أردوغان التوسعية".

وكانت مصادر في الحكومة العراقية قد أكدت في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أنّ التصريحات العدائية ضد أنقرة، جاءت عقب ساعات قليلة من اجتماع موسع بين قادة التحالف الوطني الحاكم وزعماء مليشيات ومسؤولين إيرانيين بالسفارة الإيرانية في منطقة الصالحية وسط بغداد، تبعه صدور بيانات وتصريحات منددة بالتواجد التركي في شمال العراق.