أعلنت الشرطة العراقية في محافظة السليمانية، شمال البلاد ضمن إقليم كردستان، العثور على جثة صحافي عراقي كردي وزوجته الصحافية أيضاً وطفلهما، مقتولين داخل سيارتهما، في ساعة متأخرة ليلة أمس الأربعاء وسط المدينة.
وأفاد بيان أولي للشرطة بأن الصحافي آمانج محمد نوري، المعروف باسم آمانج باباني المولود عام 1979، وزوجته لانا محمدي المولودة عام 1990، وطفلهما هانو (3 سنوات)، وجدوا ميتين بإطلاق نار عليهم.
ويعتبر باباني من الإعلاميين الأكراد المتميزين والمعروفين في الوسط الإعلامي الكردي، لا سيما أنه يقدم برنامجاً سياسياً استقصائياً يعنى بالجريمة على قناة "إن آر تي" الكردية، وتعمل لانا محمدي أيضاً مقدمة برامج في قناة "كرد سات".
Twitter Post
|
وبعد إعلان خبر مقتل باباني وعائلته، دانت حكومة إقليم كردستان بشدة عملية الاغتيال، وطالب المتحدث باسم حكومة الإقليم، جوتيار عادل، الجهات المعنية بفتح تحقيق جدي في حادثة اغتيال الإعلامي وأسرته، والعثور على الجناة لينالوا جزاءهم العادل.
Twitter Post
|
مديرية "اسايش" السليمانية، وهي مديرية الجهاز الأمني الأكثر نفوذاً في المدينة، قالت في بيان صحافي إن "الجريمة عبارة عن عملية انتحار"، من دون ذكر تفاصيل إضافية.
لكن صحافيين في السليمانية شككوا ببيان مديرية "اسايش". وقال صحافي في المدينة، لـ "العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه، إن الضحية "أبعد ما يكون عن الانتحار أو حتى إيذاء نفسه، فكيف بطفله وزوجته"، متهماً الأوساط الأمنية بالترويج لرواية الانتحار. ويتطرق باباني في برنامجه إلى مواضيع بينها ما يتعلق بالفساد الحكومي، وعمليات تهريب النفط وانتهاكات حقوق الإنسان في الإقليم.
وما يتفق عليه الإعلاميون العراقيين بشكل عام أن السليمانية ومحافظات الإقليم الأخرى تتمتع بالأمان، وتعتبر مثل هذه الجريمة سابقة خطيرة، لا سيما أنها وقعت وسط المدينة، وعند أحد أهم مراكز التسوق فيها، وهو ما تطرقت إليه أيضاً "مؤسسة ناليا الإعلامية" حيث يعمل باباني، فأصدرت بياناً قالت فيه إنه "من غير المعقول أن ينفذ مرتكبو هذه الجريمة في مدينة السليمانية التي يتم الحديث عن أمنها دائمًا، لذلك على السلطة القضائية والمؤسسات الأمنية في مدينة السليمانية تقديم الأجوبة العاجلة لهذه الفاجعة لينال الجناة القصاص العادل".
وفي هذا الشأن، قالت مديرة قناة "إن آر تي"، سروة عبد الواحد، في تغريدة إن "استتباب الأمن في الإقليم كذبة يصدقها فقط من يجهل حقيقة الأمر"، مشيرة إلى أن "اغتيال الإعلامي البارز في قناة (إن آر تي) الكردية آمانج باباني مع طفله وزوجته أمام أحد المولات في السليمانية دليل هشاشة الوضع الأمني". وتابعت أن "آمانج كان صحافياً جريئاً وناقش المواضيع الحساسة"، وتساءلت "إلى متى دم الصحافي رخيص عند السلطة"؟
Twitter Post
|
ودان "المرصد العراقي للحريات الصحافية"، اليوم الخميس، الجريمة. وقال ممثل "المرصد العراقي للحريات الصحافية" في السليمانية، صلاح حسن باباني، في بيان تابعه "العربي الجديد" إن "باباني وزوجته وطفلهما كانوا في سيارتهم الخاصة عند مرآب شهزور وسط السليمانية عندما قام مسلحون بتوجيه وابل من الرصاص نحوهم ما أدى الى مقتلهم على الفور وهروب الجناة". وأضاف أن باباني وعائلته "كانوا ضحية مجزرة بشعة مساء الأربعاء، ولم تتوضح دوافع الجريمة، ولحساب من".
Twitter Post
|
Twitter Post
|