27 يونيو 2019
العرب وأمل التغيير
بشار طافش (الأردن)
نعيش نحن العرب، شعوبا ودولا، ضمن منظومة عالمية، تخضع للتغيير وتبادل الأدوار أيضا، فالتغيير قانون كوني لا يمكن التأثير عليه أو إلغائه إلى الأبد كما يُصوَّر دائما لشعوبنا العربية، من خلال أنظمة عميقة عملت جاهدة على مدار عقود، لتعطيل تلك الشعوب والضغط عليها، منفذةً بذلك إملاءات قوى الاستعمار التي أوجدت هذه الأنظمة منذ الإنتداب، ووضعتها على صدر الأمة، حتى أنها كأنظمة تابعة حققت أهدافا لصالح الاستعمار، وضد الشعوب أكثر بكثير من الذي طُلب منها أو خُطط لها بأن تقوم بتنفيذه.
ليس هذا الكلام عيبا أو خطيرا، كما تظن عزيزي القارئ، بل بات مستحسنا سماعه، خصوصا أنّ بعض الأنظمة تمر بمرحلة المكاشفة، والإعلان الواضح عن تبعيتها لمن أوجدوها وخلقوها يوما، نوعا من التأكيد على الولاء الذي يعتبر من أهم معايير الحفاظ على بقائها.
وإلا، لماذا الشعوب العربية قاطبة، من دون باقي شعوب الأرض، تجدها وقد تميّزت في العيش ضمن عوالم من الفقر والتخلف وسوء التعليم وتردي الصحة والزراعة والصناعة والسياحة وانعدام البحث العلمي، أو عوالم من عدم الحرية وتكميم الأفواه، أو عوالم من التناحر والتأخر، أو عوالم من الفساد والمحسوبية والجهوية، ووضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب، أو عوالم من الخيانة والإنبطاح التام لدولة الكيان الصهيوني، أو عوالم من العمل الواضح ضد الشعوب، وعكس مصلحتها تماما في كل الإتجاهات، أو عوالم من الفُرقة والتشرذم وعدم الوحدة، إلا ضد مصالح بعضها بعضا لصالح أعداء الأمة، وعلى حساب الشعوب المعدمة؛ لكن ليس على حساب الأنظمة، لماذا؟
قد تجد دولا عربية تتميز بكل تلك الصفات القذرة مجتمعة، وما أكثرها. هل هذا مصادفة، عزيزي القارئ؟ لا يمكن أن يكون كذلك، ولا بأي حال، فنحن نجد تلك الأنظمة وقد تفرقت، إلا على الشأن الأمني، فكل الأنظمة العربية حريصة على الحفاظ على بعضها بعضا، وأمن بعضها بعضا، والغريب أنها غير حريصة أبداً على مصلحة شعوبها، ولا على مستقبلها، ولا على حياتها.
نحن نكتب عن واقع حال مُعاش كل يوم وكل لحظة، وليس محض تحليل أو مجرد رأي، وها هو أمامكم حال وأحوال كل بلداننا العربية تقريبا وشعوبها، وكل ما يحدث لنا، نحن الشعوب، باتت اليوم في أسفل الأمم، هو نتيجة السياسات المجحفة بحقنا من أنظمتنا، فهناك دول تغير دستورها بأربع ساعات، ودول تبيع أرضها من دون الرجوع إلى الشعب أو استفتائه حتى، ودول تخوض الحرب وتزج أبناءها في حروبٍ ليست حروبها، ضاربة بعرض الحائط رأي شعوبها بذلك، ودول تهدر الأموال والمنح والمساعدات وإيرادات الضرائب على الذوات والمتنفذين والفاسدين وآل البيت، بينما تعاني شعوبها الأمرين للحصول على كفاف عيشها.
إلى كل الذين حلموا بأن يتحول الربيع العربي إلى موسم خير، وإلى كل الذين عارضوه أيضا، أقول، ما شهدناه من أحداث مؤلمة ومؤسفة بعد الربيع كان رسالة واضحة إلى الشعوب الثائرة من أنظمتنا العربية، إنه لا بديل لكم عن أنظمتكم، ولا عن فقركم، ولا عن قهركم، ولا عن تخلفكم، ولا عن تأخركم، وجعلكم ما حييتم في قاع الأمم سوى الدمار والقتل والتقتيل والجوع والخوف والإبادة، فيما لو بحثتم عن بديل أو سولت لكم أنفسكم ذلك.
مع ذلك، واهم ويعاني من خيال مريض من ما زال يعتقد بأنّ التغيير مستحيل، أو ضربا من الجنون والدمار، هكذا علمنا التاريخ، فعلى الرغم مما نراه اليوم من تبجح أنظمتنا العربية في الخيانة، وانحيازها التام لدولة الكيان الصهيوني والصهيونية وتصفية القضية الفلسطينية وتمرير لصفقة القرن، والعمل الواضح والصريح ضد الشعوب وحريتها، وسرقة مقدراتها ورعايتها الفاسدين المتسلقين على أكتاف الشعوب المقهورة لصالح الصهاينة ولصالح الشر.. على الرغم من ذلك، إلا أنها أنظمة تترنح وتمر في سكرات موتها، وإصرار الولايات المتحدة الأميركية ودولة الكيان الصهيوني على تمرير صفقة القرن دليل صارخ على أنها تدرك قرب نهاية هذه الأنظمة، ونهاية حقبة عربية مظلمة. وفي حال موت تلك الأنظمة، لن يُمرَّر أي شيء، مع العلم أننا كنا نتمنى لصفقة القرن هذه لو كانت في مصلحة الشعوب، قبل مصلحة الكيان الصهيوني، لكن هيهات أن تكون مصلحة الشعوب متقدمةً على مصلحة الصهاينة.
ليس هذا الكلام عيبا أو خطيرا، كما تظن عزيزي القارئ، بل بات مستحسنا سماعه، خصوصا أنّ بعض الأنظمة تمر بمرحلة المكاشفة، والإعلان الواضح عن تبعيتها لمن أوجدوها وخلقوها يوما، نوعا من التأكيد على الولاء الذي يعتبر من أهم معايير الحفاظ على بقائها.
وإلا، لماذا الشعوب العربية قاطبة، من دون باقي شعوب الأرض، تجدها وقد تميّزت في العيش ضمن عوالم من الفقر والتخلف وسوء التعليم وتردي الصحة والزراعة والصناعة والسياحة وانعدام البحث العلمي، أو عوالم من عدم الحرية وتكميم الأفواه، أو عوالم من التناحر والتأخر، أو عوالم من الفساد والمحسوبية والجهوية، ووضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب، أو عوالم من الخيانة والإنبطاح التام لدولة الكيان الصهيوني، أو عوالم من العمل الواضح ضد الشعوب، وعكس مصلحتها تماما في كل الإتجاهات، أو عوالم من الفُرقة والتشرذم وعدم الوحدة، إلا ضد مصالح بعضها بعضا لصالح أعداء الأمة، وعلى حساب الشعوب المعدمة؛ لكن ليس على حساب الأنظمة، لماذا؟
قد تجد دولا عربية تتميز بكل تلك الصفات القذرة مجتمعة، وما أكثرها. هل هذا مصادفة، عزيزي القارئ؟ لا يمكن أن يكون كذلك، ولا بأي حال، فنحن نجد تلك الأنظمة وقد تفرقت، إلا على الشأن الأمني، فكل الأنظمة العربية حريصة على الحفاظ على بعضها بعضا، وأمن بعضها بعضا، والغريب أنها غير حريصة أبداً على مصلحة شعوبها، ولا على مستقبلها، ولا على حياتها.
نحن نكتب عن واقع حال مُعاش كل يوم وكل لحظة، وليس محض تحليل أو مجرد رأي، وها هو أمامكم حال وأحوال كل بلداننا العربية تقريبا وشعوبها، وكل ما يحدث لنا، نحن الشعوب، باتت اليوم في أسفل الأمم، هو نتيجة السياسات المجحفة بحقنا من أنظمتنا، فهناك دول تغير دستورها بأربع ساعات، ودول تبيع أرضها من دون الرجوع إلى الشعب أو استفتائه حتى، ودول تخوض الحرب وتزج أبناءها في حروبٍ ليست حروبها، ضاربة بعرض الحائط رأي شعوبها بذلك، ودول تهدر الأموال والمنح والمساعدات وإيرادات الضرائب على الذوات والمتنفذين والفاسدين وآل البيت، بينما تعاني شعوبها الأمرين للحصول على كفاف عيشها.
إلى كل الذين حلموا بأن يتحول الربيع العربي إلى موسم خير، وإلى كل الذين عارضوه أيضا، أقول، ما شهدناه من أحداث مؤلمة ومؤسفة بعد الربيع كان رسالة واضحة إلى الشعوب الثائرة من أنظمتنا العربية، إنه لا بديل لكم عن أنظمتكم، ولا عن فقركم، ولا عن قهركم، ولا عن تخلفكم، ولا عن تأخركم، وجعلكم ما حييتم في قاع الأمم سوى الدمار والقتل والتقتيل والجوع والخوف والإبادة، فيما لو بحثتم عن بديل أو سولت لكم أنفسكم ذلك.
مع ذلك، واهم ويعاني من خيال مريض من ما زال يعتقد بأنّ التغيير مستحيل، أو ضربا من الجنون والدمار، هكذا علمنا التاريخ، فعلى الرغم مما نراه اليوم من تبجح أنظمتنا العربية في الخيانة، وانحيازها التام لدولة الكيان الصهيوني والصهيونية وتصفية القضية الفلسطينية وتمرير لصفقة القرن، والعمل الواضح والصريح ضد الشعوب وحريتها، وسرقة مقدراتها ورعايتها الفاسدين المتسلقين على أكتاف الشعوب المقهورة لصالح الصهاينة ولصالح الشر.. على الرغم من ذلك، إلا أنها أنظمة تترنح وتمر في سكرات موتها، وإصرار الولايات المتحدة الأميركية ودولة الكيان الصهيوني على تمرير صفقة القرن دليل صارخ على أنها تدرك قرب نهاية هذه الأنظمة، ونهاية حقبة عربية مظلمة. وفي حال موت تلك الأنظمة، لن يُمرَّر أي شيء، مع العلم أننا كنا نتمنى لصفقة القرن هذه لو كانت في مصلحة الشعوب، قبل مصلحة الكيان الصهيوني، لكن هيهات أن تكون مصلحة الشعوب متقدمةً على مصلحة الصهاينة.