أعلن رئيس المؤتمر التأسيسي لحزب حركة "تحيا تونس"، كمال ايدير، اليوم الأحد، عن تولي سليم العزابي رسمياً الأمانة العامة للحزب ورئاسته بالنيابة، مؤكداً تأجيل الحفل الختامي إلى 1 مايو/ أيار إثر حادثة السير التي وقعت بمحافظة سيدي بوزيد، وأدت إلى وفاة 12 عاملة فلاحة وجرح 20 عاملة أخرى بجروح متفاوتة الخطورة.
وقال رئيس كتلة الحزب بالبرلمان، مصطفى بن حمد، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن الحزب نجح في بناء هياكله ومؤسساته، وسيتم انتخاب المكتب التنفيذي بعد اجتماع المجلس الوطني الذي يضم 250 شخصية منها وزراء وأعضاء مجلس نواب الشعب وشخصيات وطنية.
ولفت إلى أن العزابي سيسهر على تسيير الحزب مع الهياكل المنتخبة بشكل ديمقراطي، ورئيس الحكومة، يوسف الشاهد هو الزعيم السياسي للحزب، وليس مسؤولاً تنفيذياً داخل الحزب نظراً لتفرغه الكامل والتام للعمل الحكومي.
وحول ترشح الشاهد أو ترشيحه لرئاسة الحزب أكد بن حمد أن هياكل الحزب المنتخبة ستقرر ذلك في الوقت المناسب.
من جهته، أكد إيدير خلال مؤتمر صحافي عقد بالقاعة المغطّاة برادس أنه تقدّمت إلى غاية يوم 24 مارس/ آذار الفائت قائمة وطنية واحدة ومرشح وحيد للأمانة العامة و46 قائمة جهوية و400 قائمة محلية، مشدداً على أن عدد المترشحين بلغ 6948 مترشحاً.
ولفت إلى نجاح المسار الديمقراطي في انتخاب هياكل الحزب التي كان جزء منها توافقياً والآخر انتخابياً مكنت من انتخاب 380 مكتباً محلياً و27 مكتباً جهوياً، فيما يبلغ عدد المسؤولين المحليين 5400 مسؤول.
وبين ايدير أن عدد المنخرطين تجاوز 100 ألف وأن نسبة النساء بلغت 27 بالمائة، وأن عدد المنخرطين الذي وصفه بالهام دفع الحزب إلى العمل ليلاً ونهاراً بمجموعة فرق حتى تتمكن من تسجيل الجميع.
وقال رئيس المؤتمر إن الحركة بنت هياكلها على مستوى وطني وجهوي ومحلي وكان من المفترض أن تعلن عن نتائج المؤتمر، ولكن فاجعة سيدي بوزيد أجلت ذلك تضامناً مع ضحاياها.
وقال العزابي إن تأجيل اختتام المؤتمر هو تصديق لتضامن الحزب مع شعبه، معلقاً أن "الوطن فوق الحزب"، موضحاً خلال المؤتمر الصحافي أن تأجيل الاختتام جاء بطلب من الشاهد.
وكان من المفترض أن يتم انتخاب المكتب التنفيذي للحزب ورئيس له وإعلان اللوائح السياسية والاقتصادية التي ستكشف عن المرجعيات السياسية والاقتصادية للحزب، إضافة إلى نظامه الداخلي وتركيبة المكتب الوطني، الذي يضم 250 شخصية غالبيتهم معينون بصفاتهم البرلمانية أو الحكومية أو الولائية.
ومن جانب آخر، بدت الخلافات بارزة على أشغال مؤتمر "تحيا تونس" الذي طغى على مؤتمراته التوافق حيث احتجت قواعد على الطابع الانتقائي في التعيينات، في وقت طالبت بإجراء انتخابات ومنافسة على المواقع.
وعرف مؤتمر الحزب انتخاب 3 مكاتب جهوية فقط وهي محافظة بن عروس ومدنين وزغوان، فيما كانت بقية المكاتب 24 توافقية تم تعيين أعضائها.
وقال مراقبون إن تأجيل المؤتمر الختامي والإعلان عن النتائج لم يكن بسبب الحادث الأليم، بل لعدم اكتمال أعمال المؤتمر بسبب مقاطعة عدد من المحليات الغاضبة والجهات المحتجة، وعدم الاتفاق على المجلس الوطني والمكتب التنفيذي الذي يرغب الجميع في عضويته.