وقال في مقابلة أجرتها معه قناة "روسيا اليوم" أمس، إن دول الحصار "فوجئت بأن ألوفا من مواطنيها يعملون ويدرسون ويقيمون في قطر، وتضرروا جميعا"، مشيراً إلى أنّ دول الحصار "نسيت أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وأن تغريدات الرئيس دونالد ترامب، ليست موقفا رسميا على الدوام". كما أشاد العطية، بالموقف الروسي الواضح والداعم لرفع الحصار.
وشدد وزير الدفاع القطري، على أن واشنطن لن تجد بديلا عن قاعدة العديد الأميركية في الدوحة، مؤكداً أن صفقات السلاح بين بلاده والولايات المتحدة الأميركية كانت أبرمت منذ العام 2014 وصادق عليها الكونغرس أخيرا.
ووصف وزير الدفاع القطري انسحاب بلاده من التحالف العربي بأنه ليس إرادة قطرية. وقال "لقد طلبوا منا الانسحاب" وكشف أن الدوحة كانت اقترحت حلا سياسيا لأزمة اليمن.
وفي تعليقه على خطاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي ألقاه أخيرا، قال العطية إنه "كان جامعا ومانعا لأي لبس، حيث رسم خارطة طريق وبيّن الحقائق التي يعلمها الكثير من الشعوب ولكن تصرّ بعض الأطراف على عدم فهمها"، مشيرا إلى أن "سمو أمير البلاد المفدى كان ينوي مخاطبة الشعب القطري والمقيمين منذ اندلاع الأزمة لكنه ارتأى تأجيل خطابه إلى وقت مناسب استجابة لرغبة سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الوسيط الذي يحظى باحترام وتقدير كبيرين من طرف القيادة القطرية".
وأوضح أن خطاب أمير قطر "ذكّر بالمبادئ والأخلاق التي نشأ عليها الشعب القطري من عدم التدليس والكذب على المواطنين، كما ركز على أهمية العلاقات الثنائية التي تعمل قطر على توطيدها مع مختلف الدول، وجدد دعوة الدوحة لدول الحصار إلى الحوار وهو ما حرصت عليه قطر منذ اليوم الأول للأزمة"، منوها إلى أن "أي اتفاق مستقبلي مع هذه الدول يجب ألا يمس بالسيادة الوطنية لقطر، وأن يكون ملزما لجميع الدول دون تخصيص قطر بذلك".
وشدد وزير الدولة لشؤون الدفاع أن الحوار مع دول الحصار "يجب أن يسبقه رفع الحصار"، مشيرا إلى أنه "في حال تأخرت هذه الدول في رفع الحصار فإن قطر، وبدعم من الدول التي انكشف لها بطلان الحصار، ستضطر للجوء للإجراءات القانونية الدولية المتاحة لرفعه، خاصة أنه يخرق كل المواثيق والمعاهدات والشرائع الدولية".
وحول ما صدر عن ترامب من تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد دولة قطر عقب الأزمة الخليجية، أكد العطية أن "قطر لا تبني مواقفها السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي والتغريدات العفوية"، مشددا على أن دول الحصار عولت، في تصعيدها، على هذه التغريدات متناسية أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات ومن أهمها الخارجية التي دعمت بكل صراحة الموقف القطري بعد أن أدركت أن الأزمة أُسست على اختراق لوكالة لأنباء القطرية.
وعن إمكانية نقل القاعدة الأميركية لدولة أخرى، رأى العطية أن "العلاقات القطرية الأميركية متينة ولا يمكن أن تقبل واشنطن بذلك"، لافتا إلى أن "التواجد العسكري التركي الأميركي في قطر لا يمثل مصدر حساسية إطلاقا، لكون أن كل طرف يدرك أهمية الآخر ولا يمكن أن تتشابك مصالحهما في قطر".
كما نفى أن يكون تسريع إرسال قوات تركية لقطر جاء تحسبا لأي تصعيد عسكري ضد الدوحة التي عملت على تفعيل اتفاقية الدفاع مع تركيا منذ زمن بعيد، وتزامن إرسال القوات التركية مع الأزمة الخليجية، مشيرا إلى أن كل صفقات التسليح التي تبرمها قطر مع مختلف الدول ترمي لتطوير القدرات الدفاعية للجيش القطري، ومنها الصفقة مع أميركا، وأنه من غير المقبول أن تشتري سلاحا لا تحتاجه قواتها العسكرية.
وتوضيحا لتصريحات سابقة حول اضطرار قطر للمشاركة بقواتها في التحالف العربي في اليمن، قال العطية إنه "مع اعتقادنا بأن الأزمة اليمنية كان بالإمكان حلها سياسيا دون إقصاء لأي طرف، إلا أن الدوحة شاركت انطلاقا من مبدأ انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، مستنكرا ما صدر من تصريحات لسفير إحدى دول الحصار بموسكو "المفتقر للخبرة والتجربة اللازمتين للحكم على هذه القضايا العسكرية، والتي مفادها أن قطر تآمرت على قوات التحالف العربي".
وأضاف أن "قطر تعترف بأن (الرئيس اليمني المخلوع) علي عبد الله صالح والحوثيين شكلوا تهديدا للسعودية"، موضحا أنه "لا يمكن العمل مع طرف يملك أجندات خفية في اليمن، ويقاتل علي عبد الله صالح، وفي نفس الوقت يؤوي ابنه المدلل على أراضيه".
وعبّر العطية عن أسفه من منع القطريين من أداء مناسك العمرة ووضع العراقيل أمامهم لأداء مناسك الحج، مذكرا بما يتعرض له المقدسيون من حرمان من الصلاة في المسجد الأقصى.
وثمّن العطية "كل ما قدمته إيران من تسهيلات ومساعدة للشعب القطري من خلال فتح مجالها الجوي وتوريد المواد الغذائية"، لافتا إلى أن الجغرافيا والشراكة النفطية تحتم على الدوحة الحرص على التعاون مع طهران التي تربطها علاقات قوية مع بعض دول الحصار.
وأوضح أن للديمقراطية في دولة قطر أوجها كثيرة، مؤكدا أن "للعلاقة بين الحاكم والمحكوم في الدولة طبيعة خاصة تكفل للشعب القطري كامل حقوقه وأولها حرية التعبير".
وفي ختام المقابلة، بين العطية أن من مظاهر حرية التعبير في قطر إنفاذ النظم والقوانين والإجراءات، وهو ما أوهم الدول المحاصرة بإمكانية إحداث شرخ بين الشعب القطري وقيادته، متجاهلة أن الدوحة تضمن لمواطنيها حق إبداء الرأي بكل حرية.
(العربي الجديد، قنا)