20 سبتمبر 2019
العلم للخلاص من القتل والدمار
أحمد سلوم (سورية)
"ما ضُرَّ لو جعلوا العلاقة في غدٍ/ بين الشعوبِ مودة ً وإخاءَ".
كلمات قالها شاعر عربي وطبقها العرب على مرّ تاريخهم الطويل في حياتهم العملية، إذ أنهم لم يكونوا يفرقون بين أبيض وأسود وعربي وإفرنجي، لأن البشر في رأيهم إخوة في الإنسانية، والأدلة على ذلك كثيرة، يصعب إحصاؤها، فكتابهم المقدس (القرآن الكريم) يقول "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، فغاية الخلق التعارف الذي يؤدي إلى المحبة والسلام.
وكذلك نبيهم الكريم، قال: "الناس سواسية كأسنان المشط، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود"، وها هو ذا خليفتهم العادل، عمر بن الخطاب، يوجه خطابا لعامله عمرو حاكم مصر بعد أن بلغه أن ابنه ظلم أحد الأقباط: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، واقتص للقبطي منه.
أمثلة كثيرة من هذا النوع يستحيل حصرها بكلمات، هؤلاء هم العرب، وهذا هو الدين الذي آمنوا به وأخذوا على عاتقهم نشره في أصقاع الدنيا، إنه الدين الذي لا يختلف عن بقية الأديان بل جاء مصدقا لها ومتمما لما فيها من نقص.
هكذا هو جوهر الدين الذي يؤدي إلى غايتين لا ثالث لهما، الأولى هي معرفة الخالق وتقديم الشكر له، أما الثانية فتقتصر على تنظيم العلاقة بين البشر، والشيء الطبيعي الذي ينتج عن ذلك ترسيخ قيم الأديان التي تدعو إلى الحق والعدل والحب والسلام.
إلاّ أن الشهوات الإنسانية من طمع وجشع وحبٍّ للسيطرة والتملك دفعت البعض من الناس إلى تشويه صورة الدين وحرفه عن مساره الصحيح ليتماهى مع رغباتهم، وجعلوا منه عباءة يرتدونها تخفي عوراتهم وأمراضهم النفسية.
وهذه الثلة الفاسدة لم تكن حكرا على الإسلام وحده، فقد وجدت في اليهودية أقدم الديانات السماوية مع أن الوصايا العشر تقول "لا تقتل". وكذلك هي الحال في المسيحية ديانة المحبة والسلام، إذا يقول سيدنا عيسى عليه السلام "من ضربك على خدك الأيمن فقدم له الأيسر"، ولا يخفى على المطلع على تاريخ العصور الوسطى أخبار المذابح التي كانت ترتكب بين الطوائف المسيحية المتعددة.
إذاً، التطرف الديني الناتج عن هيمنة الرغبات الشخصية والشهوات القبيحة وتوظيف الدين في مواقع غريبة عنه ليست محصورة في دين دون غيره، وستبقى موجودة في مختلف المعتقدات ما دام بين أتباع هذه الأديان فئة من الجهلة يُستّهلُ قيادها كما يسهل غسل أدمغتها.
وهنا يقفز إلى الذهن السؤال المهم: ما هو السبيل للخلاص من مستنقعات القتل والدمار والإرهاب؟ الجواب على هذا من أيسر الأمور لأنه يكمن بكلمة واحدة: العلم، فإلى أن تهتم الدول بالعلم المتمثل بالمعلمين والطلاب سنبقى نعاني وتعاني معنا كل شعوب الأرض.
كلمات قالها شاعر عربي وطبقها العرب على مرّ تاريخهم الطويل في حياتهم العملية، إذ أنهم لم يكونوا يفرقون بين أبيض وأسود وعربي وإفرنجي، لأن البشر في رأيهم إخوة في الإنسانية، والأدلة على ذلك كثيرة، يصعب إحصاؤها، فكتابهم المقدس (القرآن الكريم) يقول "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، فغاية الخلق التعارف الذي يؤدي إلى المحبة والسلام.
وكذلك نبيهم الكريم، قال: "الناس سواسية كأسنان المشط، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود"، وها هو ذا خليفتهم العادل، عمر بن الخطاب، يوجه خطابا لعامله عمرو حاكم مصر بعد أن بلغه أن ابنه ظلم أحد الأقباط: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، واقتص للقبطي منه.
أمثلة كثيرة من هذا النوع يستحيل حصرها بكلمات، هؤلاء هم العرب، وهذا هو الدين الذي آمنوا به وأخذوا على عاتقهم نشره في أصقاع الدنيا، إنه الدين الذي لا يختلف عن بقية الأديان بل جاء مصدقا لها ومتمما لما فيها من نقص.
هكذا هو جوهر الدين الذي يؤدي إلى غايتين لا ثالث لهما، الأولى هي معرفة الخالق وتقديم الشكر له، أما الثانية فتقتصر على تنظيم العلاقة بين البشر، والشيء الطبيعي الذي ينتج عن ذلك ترسيخ قيم الأديان التي تدعو إلى الحق والعدل والحب والسلام.
إلاّ أن الشهوات الإنسانية من طمع وجشع وحبٍّ للسيطرة والتملك دفعت البعض من الناس إلى تشويه صورة الدين وحرفه عن مساره الصحيح ليتماهى مع رغباتهم، وجعلوا منه عباءة يرتدونها تخفي عوراتهم وأمراضهم النفسية.
وهذه الثلة الفاسدة لم تكن حكرا على الإسلام وحده، فقد وجدت في اليهودية أقدم الديانات السماوية مع أن الوصايا العشر تقول "لا تقتل". وكذلك هي الحال في المسيحية ديانة المحبة والسلام، إذا يقول سيدنا عيسى عليه السلام "من ضربك على خدك الأيمن فقدم له الأيسر"، ولا يخفى على المطلع على تاريخ العصور الوسطى أخبار المذابح التي كانت ترتكب بين الطوائف المسيحية المتعددة.
إذاً، التطرف الديني الناتج عن هيمنة الرغبات الشخصية والشهوات القبيحة وتوظيف الدين في مواقع غريبة عنه ليست محصورة في دين دون غيره، وستبقى موجودة في مختلف المعتقدات ما دام بين أتباع هذه الأديان فئة من الجهلة يُستّهلُ قيادها كما يسهل غسل أدمغتها.
وهنا يقفز إلى الذهن السؤال المهم: ما هو السبيل للخلاص من مستنقعات القتل والدمار والإرهاب؟ الجواب على هذا من أيسر الأمور لأنه يكمن بكلمة واحدة: العلم، فإلى أن تهتم الدول بالعلم المتمثل بالمعلمين والطلاب سنبقى نعاني وتعاني معنا كل شعوب الأرض.
مقالات أخرى
13 سبتمبر 2019
31 مايو 2019
24 ابريل 2019