قصص المسلسل مستوحاة من جرائم قتل حقيقية حدثت في لبنان العام الماضي، مع القليل من التصرّف، لكن مع "عصرة" دفع وتوجيه لإقناع المُشاهِد بضرورة مناصرة المرأة المعنّفة في ظلّ تقاعس الحكومة اللبنانية ومجلس النواب عن إصدار قانون جازم بحقّ المعتدي على المرأة.
لكن هل في الإمكان حصر مشكلة اجتماعية في مسلسل تلفزيوني؟ وهل يمكن الخروج بنتيجة فعّالة في ظلّ تنازع سياسي لبناني تختلط فيه الحسابات الشخصية الضيّقة بالحزبية بالسياسية بالمذهبية؟
سؤال من الصعب الإجابة عنه بعد مشاهدة الحلقة الأولى. لكنّ المسلسل يبدو صرخة ضعيفة بوجه العنف، وكأنّه متابعة درامية لتحرّكات الهيئات المدنية، إن لم يكن مسانداً لها إعلامياً فقط.
فقد اعتمد الكاتب طارق سويد في نصّه على على بعض وثائق جمعية "كفى"، التي تتبّنى الدفاع عن المرأة. ما سيجعل المسلسل أسير حالات لبنانية اجتماعية أكثر منها درامية، أي أقرب إلى دراما الواقع، أو تلفزيون الواقع، خصوصاً في ظلّ هجرة الدراما اللبنانية ولجوئها إلى الإنتاج العربي المشترك، الذي يتفوّق على "كفى"، من حيث كلفة إنتاجه، بملايين الدولارات، مثل "روبي" و"جذور" و"لعبة الموت".
المنتج مروان حداد قال إنّ المسلسل "مجموعة قصص حقيقية مقتبسة حوّلها سويد إلى قصص درامية، مضيفاً إليها بعض الاحداث الخيالية، لتسليط الضوء على قضيّة العنف ضدّ المرأة". وأكّد أنّ "ألهدف من العمل إنساني فقط وليس تجارياً، وهو مُعالَج بأسلوب فني وتقني ودرامي وإخراجي يعطي القضية حقّها".
أما الكاتب والممثل طارق سويد فتوجه بالتحية إلى النساء المعنّفات "لأنّهنّ وثِقن بقلمي ورؤيتي لإيصال المأساة التي عشنها وقبِلن نقلها إلى الرأي العام من خلال المسلسل".
هكذا تتّجه دراما الواقع اللبناني سريعاً إلى الشاشة الصغيرة، والهدف، بحسب صنّاع العمل، تسليط الضوء على آفة اجتماعية، لكنّ المسلسل لا يخلو من الأهداف التجارية، إذ إنّه "يضرب الحديد وهو حامٍ" شعبياً، في حين أنّ المطلوب إقناع السياسيين وليس الرأي العام بضرورة سنّ قوانين تحمي المرأة.
المسلسل من إخراج سيزار خليل وبطولة ريتا حايك ويوسف حدّاد، بالاشتراك مع أليسار حاموش وريموند عازار ورانيا عيسى. وهو يُعرض على شاشة mtv الساعة 8.30 مساء بتوقيت بيروت يومي الاثنين والثلاثاء.