يفيد خبر انتشر أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي بأنّ تلاميذ مدارس وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيّم عين الحلوة، جنوبي لبنان، عادوا إلى مقاعد الدراسة. لكنّ الناس، مع بداية هذا العام الدراسي، يئنّون من العبء الكبير في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. ويتابع الخبر نفسه أنّ الفلسطينيين في المخيّم كلّهم من أصحاب الدخل المحدود، وقد لا يكون لهم دخل في الأساس، بالتالي فإنّهم يعانون من جرّاء عدم تمكّنهم من تأمين القرطاسية. يُذكر أنّ ثمّة مؤسسات عدّة كانت توفّر خدمات مختلفة لهؤلاء، منها قرطاسية التلاميذ، راحت تدعو ميسوري الحال إلى الالتفات إلى الذين يعجزون اليوم عن تجهيز أولادهم للمدرسة.
تقول مديرة إحدى الجمعيات في مخيم عين الحلوة، مكتفية بالكشف عن اسمها الأوّل، زينب، إنّ "وكالة أونروا توفّر بعض القرطاسية للتلاميذ، لكنّ ذلك غير كافٍ، خصوصاً أنّ عائلات كثيرة تعجز عن شراء مستلزمات المدرسة لأبنائها. فأرباب العمل إمّا يعانون البطالة، وإمّا هم غير قادرين على تحمّل نفقات إضافية بسبب رواتبهم المتواضعة التي بالكاد تكفيهم لتأمين رزقهم". تضيف زينب أنّه "لا بدّ من أن تعمل المؤسسات مجتمعة على تأمين القرطاسية للتلاميذ في المخيم، كذلك الأمر بالنسبة إلى المتبرّعين الميسورين".
ويشكو أهالي التلاميذ في المخيم من اضطرارهم إلى طرق أبواب كثيرة حتى يوفّروا لأولادهم ما يحتاجونه. وعشيّة العام الدراسي الجديد، راحت أمّ محمد، ولها ثلاثة أولاد في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، تتذمّر من الوضع القائم، من أمام مدخل إحدى المكتبات، فيما تنتقي الضروري لهم. تقول لـ"العربي الجديد": "يبدأ أولادنا عامهم الدراسي وأوضاعنا الاقتصادية نحو الأسوأ. فزوجي عامل بناء، لكنّ ورش البناء توقّفت عن العمل ولا أعرف السبب". تضيف أمّ محمد: "في السابق، كانت أونروا تقدّم للتلميذ كل ما يحتاجه من كتب وقرطاسية وكذلك الحقائب المدرسية، عن طريق المانحين بالتأكيد. أمّا اليوم، وبسبب تقليص ميزانية أونروا، صار الأهل يتحملون عبء القرطاسية. وهم رضخوا للأمر". وتؤكد أمّ محمد: "بتنا مرهقين، ولم يعد باستطاعتنا سدّ احتياجات أولادنا، علماً أنّهم يتعلمون في مدارس أونروا. وربّما قريباً لن نستطيع متابعة تعليمهم في حال استمرّت الحال على ما هي عليه".
من جهته، أبو سليمان كان منهمكاً بشراء القرطاسية لبناته الأربع. يقول لـ"العربي الجديد"، إنّ ذلك كلّفه 170 ألف ليرة لبنانية (نحو 115 دولاراً أميركياً)، مؤكداً أنّ "تلك الدفاتر والأقلام لن تكفيهنّ للعام الدراسي كله". يضيف: "كغيري من الآباء أنا سعيد لعودة بناتي إلى المدرسة، خصوصاً أنّهنّ شارفنَ على الانتهاء منها، لكنّ العبء يزداد عليّ". ويشير إلى أنّ العائلة اضطرّت إلى أخذ المال من حصّالة البنات لتتمكّن من شراء بعض القرطاسية اللازمة.