الغرب يُضيّق على روسيا وموسكو تنفي تدّخلها العسكري بأوكرانيا

29 اغسطس 2014
"ارتاح" الانفصاليون بعد الدعم الروسي (فرانشيسكو ليونغ/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، المزاعم التي تشير إلى أن الجيش الروسي يقاتل في شرق أوكرانيا، واعتبرها "محض تخمينات". وأشار لافروف في مؤتمر صحافي إلى أننا "نسمع تخمينات مختلفة، وليست هذه هي المرة الأولى، لكنه لم يُقدّم لنا لمرة واحدة أي وقائع".

في السياق، يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم موقف التكتل من الأزمة الاوكرانية، وسط دعوات متزايدة لتشديد العقوبات المفروضة على روسيا. ويلتقي الوزراء في ميلانو ـ ايطاليا، بعدما أعلن حلف شمال الأطلسي، أن "روسيا أدخلت نحو ألف جندي والكثير من آليات المدفعية الثقيلة سراً للأراضي الأوكرانية".

وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم أن النزاع في شرق أوكرانيا أدى إلى "2593 شخصاً على الأقلّ قُتلوا في أوكرانيا بين منتصف أبريل/نيسان و27 أغسطس/آب الماضي. ولفتت إلى "ارتكاب المجموعات المسلّحة التي تحارب ضد الجيش الأوكراني انتهاكات ضد حقوق الانسان، مثل الاحتجاز والتعذيب".


وكانت واشنطن وحلفاؤها توعّدت، أمس الخميس، بفرض مزيد من العقوبات على موسكو، بعد توغل القوات الروسية في أوكرانيا، في وقت طالبت فيه كييف بمساعدة عسكرية "كبيرة".

وقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إن "العالم بأسره يعلم أن القوات الروسية موجودة في أوكرانيا".

غير أن الرئيس الأميركي أكد أن بلاده "لن تلجأ الى القوة لمعالجة المشكلة الاوكرانية". واكتفى بالإشارة الى البند الخامس من ميثاق الحلف الأطلسي الذي ينص على التضامن بين أعضائه في حال التعرض لاعتداء. وأعلن أنه سيستقبل نظيره الاوكراني، بترو بوروشنكو، الشهر المقبل، في البيت الابيض.

وأشار أوباما كذلك، خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إلى أن "التوغل الروسي القائم حالياً في أوكرانيا، لا يمكنه سوى ان ينتج مزيداً من العقوبات بحق روسيا".

كما ندّد السفير البريطاني مارك ليال غرانت، في الأمم المتحدة بـ"التورط العسكري المباشر لروسيا دعماً للانفصاليين"، مطالباً موسكو بـ"سحب قواتها العسكرية واسلحتها" من الاراضي الاوكرانية. وأشار الى صور التقطت بالأقمار الاصطناعية، ونشرها الحلف الأطلسي، تظهر منصات لإطلاق صواريخ وانتشار أفراد من القوات الخاصة الروسية لدعم المتمردين "منذ أشهر عدة".

وكان الرئيس الاوكراني، بترو بوروشنكو، قد ألغى زيارته الى تركيا، ودعا إلى اجتماع طارئ لـ"المجلس الوطني للأمن والدفاع" لوضع خطة عمل، بسبب "التدهور السريع" في الوضع في شرق أوكرانيا، إثر دخول قوات روسية". وقال: "نحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا"، مشيراً الى "مفاوضات للتزود بالأسلحة ووسائل الاستطلاع".

كما طلب السفير الاوكراني لدى الاتحاد الاوروبي في بروكسل، كونستيانتين إيليسييف، "مساعدة عسكرية كبيرة، إثر الغزو الروسي الفاضح".

وسارع السفير الروسي لدى الامم المتحدة، فيتالي تشوركين، بالرد على منتقدي بلاده، بالقول: "كفّوا عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة". واتهم واشنطن بـ"إرسال عشرات المستشارين الى أوكرانيا"، والجيش الاوكراني بـ"قصف المدنيين" في مناطق سيطرة الانفصاليين.

إلى ذلك، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الانفصاليين الموالين لبلاده إلى فتح ممر انساني في شرق أوكرانيا، للسماح للجنود الأوكرانيين المحاصرين بمغادرة ساحة القتال، بحسب بيان صدر عن الكرملين.