قد يكون ماسيميليانو أليغري، مطالباً أكثر من أي وقت مضى بالدفاع عن أفكاره وقراراته، خاصة بعد نتائج الفريق في مباراتيه الأخيرتين، والتي تعادل خلالها مع إشبيلية، وخسر أمام
فريق إنتر، والتي تعرض خلالها إلى انتقادات بالجملة من طرف النقاد الذين اعتبروه مسؤولا عن هذه النتائج بسبب الأخطاء التي ارتكبها.
لم يكن "اليوفي" جاهزا ذهنيا في "سان سيرو" وكأنه استسهل الالتزام ضد فريق "ديبور" كما رافق تصرف أليغري مع هذا الأداء المقدم، الكثير من نقاط الاستفهام، أبرزها إصراره على عدم تغيير الأوراق في الميدان.
أول الأسئلة التي حيرت النقاد والجماهير، ما سبب تغيير مركز بيانيتش وإبعاده عن منطقة الجزاء بعد أن قدم ضد ساسوولو أداء أكثر من ممتاز في مركز مماثل لمركز وأدوار الدولي الألماني، سامي خضيرة؟
لماذا قام بإخراج ليمينا أحد أهم العناصر في بداية الموسم؟ ولا يمكن أن يكون الإرهاق هو السبب نظراً لبنية اللاعب وصغر سنه، كما أننا في بداية الموسم والحديث عن إرهاق في هذه المرحلة لا معنى له.
كما أن اقحام اسامواه المخيب للآمال شيء لا تفسير له، وبعد هذه الهزيمة يتساءل جمهور يوفنتوس عن معنى استنفاد طاقات الموهبة ديبالا بأدوار دفاعية، خصوصاً عند غياب إيغوايين تبعده عن منطقة الخطر، وهو أكثر عناصر التشكيلة موهبة وخطورة.
والنقاد تجاوزوا كل هذا وعادوا إلى موضوع قديم جديد، أي اللعب بالرباعي في الدفاع ضد فريق مثل إنتر يلعب بثلاثي في الهجوم، الأمر الذي يجعل الدفاع دائماً رجل لرجل وعرضة للتوغلات من وراء الظهيرين.
ولعل الأمر الذي أدهش النقاد وأثار استغراب الجماهير العاشقة "للسيدة العجوز"، هو تصرف أليغري أثناء المباراة، فهو لم يغير ولم يتدخل إلا في الجزء الأخير من اللقاء، وهو من يملك دكة قد تشكل التشكيلة الأساسية في أي فريق ينافس من أجل اللقب، من إيغوايين إلى بياتسا ومن كوادرادو إلى إيفرا وداني ألفيش.
غيوم لم تكن متوقعة لمن يملك أفضل رصيد بشري في الدوري الإيطالي، ولمن استثمر ملايين في بيانيتش وإيغوايين وبياتسا وبن عطية وداني ألفيش وهذا الإدراك والوعي بالتفوق ما يجعل الانتقادات الأقوى تأتي من الأجواء الصديقة، أي جمهور اليوفي الذي يطالب أليغري بالتدارك والمجازفة عندما يحتاج الأمر.
سهام النقد انطلقت من كل ناحية ومنها ما كان بمنتهى القسوة، فصحيفة "توتوسبورت" لم تبحث عن كلام دبلوماسي أو إيحاءات أدبية، بل تحدثت بصراحة وبشكل مباشر، وذكرت بأن أليغري هو من خسر هذه المباراة، وقالت إن المدرب الذي توفر له إدارة ناديه لاعبا مثل إيغوايين، عليه أن يشركه باستمرار، مثلما هو الحال للاعب ميليك مع نابولي، وإيكاردي مع إنتر.
لحسن حظ ماسيميليانو أليغري أن فرصة التدارك أتت بسرعة فأمام كالياري سيكون قادرا على معالجة ما رأيناه من عيوب ضد إشبيلية وإنتر وإلا فجمهور اعتاد على السيطرة بالطول والعرض في آخر خمس سنوات، ويملك فريقاً مليئاً بالنجوم تجعله المرشح الأول للفوز باللقب قد يتجاوز اتهامه وانتقاده وغضبه، أكثر الصحافيين شراسة وقسوة.