بدأت إدارات الجامعات المصرية بحزمة إجراءات إدارية وأمنية، استعداداً لاستقبال العام الدراسي الجديد، الذي صدر قرار غير رسمي عن مجلس الوزراء الخميس، يتعلق بتأجيل الدراسة إلى 11 أكتوبر/ تشرين الأول، بعدما كان مجلس الجامعات المصري قد قرر تأجيله إلى 27 سبتمبر/ أيلول المقبل.
وأرسلت جامعة بني سيوف بياناً إعلامياً للصحافيين أمس الخميس 28 أغسطس/آب، أعلنت فيه حظر التجمهر أو التظاهر من الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس ورفع شعارات أو أعلام منددة ضد الدولة، أو دخول واستخدام الشماريخ وزجاجات المولوتوف أو الطبول أو النفير أو استخدام مكبرات الصوت داخل الحرم الجامعي، وفي حالة استخدامها يتعرض مستخدموها للفصل الفوري، كما قرر مجلس الجامعة عدم قبول الطلاب الذين ارتكبوا مخالفات وأعمال شغب وتظاهرات العام الدراسي السابق، وحرمانهم من الدخول إلى المدن الجامعية خلال العام الدراسي الجديد.
وتبعتها جامعة عين شمس التي أعلنت أمس على لسان نائب الرئيس لشؤون التعليم والطلاب محمد الطوخي في تصريحات صحافية، إحالة أي طالب يسيء لأي رمز من رموز الدولة، سواء وزير التعليم العالي أو رئيس الجمهورية، إلى مجلس تأديب للتحقيق معه، ثم إقرار فصله بحسب ما يراه المجلس، واعتبر أن الإساءة للرموز داخل الجامعة إخلال بقانون تنظيم الجامعات.
واستنكر المتحدث باسم طلاب ضد الانقلاب في جامعة حلوان إبراهيم جمال، هذه القرارات ووصفها بالباطلة، خصوصاً أنه لا يوجد نص في القانون يعاقب بالفصل من يهين السيسي، وأن الهدف منها إرضاء الحكم العسكري عبر قمع الطلاب وتقييد حريتهم، قائلاً "لم يفهموا أن الطلاب واجهوا الرصاص الحي والاعتقالات وهم صامدون، وأن عزيمة الطلاب أقوى من قراراتهم".
ويتعجب جمال أن تكون تلك الخطط الأمنية صادرة عن رئيس جامعة، مضيفاً "رئيس الجامعة يتحدث كأنه أحد ضباط وزارة الداخلية وليس أستاذاً جامعياً"، موضحاً أن جامعة عين شمس "قُتل داخلها محمد أيمن وقبله عبد الرحمن يسري، ولم يتحرك مسؤولو الجامعة إلا لحماية القاتل وليس الطلاب".. وتابع "ثورة الطلاب مستمرة".
وفي سياق متصل، كشف رئيس اتحاد طلاب جامعة بني سويف أنس جمال، أن هناك 58 طالباً صدرت بحقهم قرارات بالفصل النهائي من الجامعة، وجاء ذلك عقب تصريحات رئيس الجامعة الدكتور أمين لطفي نهاية الأسبوع الماضي خلال اجتماع مجلس الجامعة، التي أكد فيها أن الفصل النهائي سيكون مصير أي طالب يتلفظ أو يكتب عبارات مسيئة على جدران الحرم الجامعي وداخل الكليات والمدن الجامعية لشخص رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، أو رموز الدولة.
وأضاف جمال لـ"العربي الجديد" أن الإدارة لم تعلّق قراراً رسمياً بالفصل، لكنه علم من إدارة الأمن أن الأسماء في إطار الموافقة عليها، رغم أن الطلاب التزموا خلال العام الماضي السلمية في تظاهراتهم، وحتى العبارات الغاضبة التي كتبها بعض الطلاب على سور كلية الإعلام، عمل الاتحاد على إزالتها بدهان السور من جيوب الطلاب دون أن يكلفوا الجامعة جنيهاً واحداً.
ويرى جمال أن قرارات رئيس الجامعة الأخيرة هدفها الدعاية ووراءها ضغوط من خارج الجامعة، مضيفاً أن الاتحاد يقف في صف الطلاب، لذلك طلب لقاء رئيس الجامعة عقب إخطارهم بقرارات الفصل النهائي، وأنهم سيجتمعون معه الأحد المقبل، خصوصاً أن العام الماضي لم يشهد أي حالات فصل لطلاب بالجامعة، ولم تقتحم الشرطة الحرم الجامعي، ولم تلقِ القبض على طالب داخل أسوار الجامعة، قائلاً "الاتحاد كان دائماً موجوداً لمنع أي احتكاك بين الطلاب الرافضين للانقلاب وأولئك المؤيدين للسيسي".