شارك الآلاف من فلسطينيي الداخل في مسيرة العودة الـ22 الى قرية خبيزة المهجرة، بالذكرى الـ71 للنكبة، بعنوان "يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا"، مؤكدين حقهم بالعودة إلى البلدات الفلسطينية المهجرة التي دمرت في عام النكبة على يد العصابات الصهيونية.
وافتتحت المسيرة بدقيقة حداد على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني، تلاها النشيد الوطني بمشاركة الآلاف من فلسطينيي الداخل من الأجيال: الأول والثاني والثالث والرابع للنكبة الفلسطينية، الذين رفعوا الرايات والأعلام الفسطينية، معلنين إصرارهم على حق العودة.
ويقدر عدد فلسطينيي الداخل المهجرين من بلداتهم والذين يعيشون في الداخل الفلسطيني، بحوالي 400 ألف فلسطيني.
وسقطت خبيزة في 12 أيار/مايو من عام النكبة، بيد الإيتسل (الإرغون)، في أعقاب معركة "مشمار هعيمق". وأقام الاحتلال الإسرائيلي على أنقاضها كيبوتس جلعاد، ويشتق اسم القرية من اسم نبات برّي معروف.
وتقع قرية خبيزة المهجرة في بلاد الروحا على ارتفاع 175 متراً عن سطح البحر، وعلى بعد 29,5 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من مدينة حيفا، وعلى مسافة 15 كيلومتراً من مدينة أم الفحم، وعلى بعد سبعة كيلومترات من قرية كفر قرع. تحدها من الغرب قريتا أم الشوف والسنديانة، ومن الشرق البطيمات والكفرين، ومن الجنوب قنير وكفر قرع وعاره، ومن الشمال قرية دالية الروحا، ومن الشمال الغربي قرية صبارين.
وأكد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا، أن "العودة ليست إحياء لذكرى النكبة، لأن النكبة لا يجوز إحياء ذكراها، إنما هي العهد على إلغاء النكبة وكل إسقاطاتها بالعودة والاستقلال"، مشدداً على أن "هذا هو عهد الفلسطيني مع أرضه ومسمياتها، مع خبيزة وأم الشوف والغابسية وصفورية ولوبية وكل القرى التي تهجر أهلها وهدمت عام 48. هذه رسالة عهد للأرض، وللإنسان. هذه رسالة الى أهلنا من وراء الحدود في الشتات والمنافي، لنقول لهم إننا حراس الأرض حتى عودتكم".
بدوره، أكد محمد كيال، رئيس جمعية الدفاع عن المهجرين، أن "هذه رسالة من خلال جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين والآلاف المشاركين من أبناء شعبنا في هذه المسيرة، للتأكيد على حق اللاجئين والمهجرين في العودة إلى قراهم ومدنهم التي اقتلعوا منها، والتأكيد على إحياء الذكرى السنوية لنكبة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ أكثر من 71 عاماً. للتأكيد على حقنا في العودة والإصرار على هذا الحق وتطبيقه على هذا الواقع، من خلال كل الجماهير الغفيرة التي تشارك في هذه المسيرة".
من جهته، نقل أمير مخول، الناشط السياسي والأسير المحرر، "تحيات من أسرى الحرية إلى مسيرة الأمل التي تحولت إلى مشروع شعب، أحمل تحيات هذا الجزء من الشعب الفلسطيني. وأحملها إلى هذه الهيئة التي تنظم هذه المسيرة، والتي حولت الحلم إلى مشروع حياة لهذا الشعب الذي يستحق الحياة".
أما ابن قرية خبيزة المهجرة، فيصل سعيد سليط، فقال: "ولدت عام 1940 في قرية خبيزة. يوم سقطت القرية، طردونا من البلاد وخرجنا إلى كفر قرع وإلى عارة وعين السهلة وإلى قرية كفيرت ويعبد بالضفة وعدنا إلى أم الفحم. نحن نسبياً مقارنة بالآخرين، حالفنا الحظ لأننا بقينا في هذه البلاد. أقطن في أم الفحم. آبائي وأجدادي ما زالوا في مقبرة خبيزة. وبيتنا دمر. أناشد العالم الحر والعالمين العربي والإسلامي اليوم النظر إلى قضيتنا، العرب ظلمونا والكل ظلمنا. أطفالنا اليوم يعيشون في مخيمات وسموهم أطفال المخيمات، وقالوا عنهم مشردين ونازحين ولاجئين وهاربين، كل الصفات أعطوها لأولاد فلسطين، من هنا أناشد أطفال فلسطين في العالم كله أن يعملوا على حق العودة، لا نريد غير بلادنا ولا نريد توطينا. والله لو أعطونا كنوز العالم، لن نتنازل عن حق العودة".
Twitter Post
|
وجاء في بيان جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين: "يا أبناء شعبنا الأبيّ تحيَة العودة. 71 عاماً مرت على نكبة شعبنا الفلسطيني وملايين اللاجئين الفلسطينيين لا يزالون مشتتين في مخيمات اللاجئين في الوطن والشتات، محرومين من ممارسة حقهم الطبيعي في العودة والعيش على أراضيهم وفي قراهم ومدنهم. وبين عام وآخر، تتعرّض قضية اللاجئين إلى محاولات شتّى لشطبها من الوجود سواء من خلال اشتراط إسرائيل التخلي عنها في المفاوضات العقيمة، أو الإمعان في محاولات توطين اللاجئين في الدول التي يقيمون فيها، والتنكّر لحقوقهم التي أقرّها القانون الدولي، في وقت تواصل فيه إسرائيل مخططاتها الإجرامية لشطب قُرانا ومدننا المهجّرة من الخارطة والاستيلاء على أراضيها ومحاولة طمس هويتنا القومية وتشويه ذاكرتنا الجمعية".