وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيد أبو رومي من أحد المراكز الطبية في بلدة العيزرية ملفوفاً بالعلم الفلسطيني، وسط هتافات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين الذين رفعوا علم فلسطين ورايات مختلف الفصائل وهم يهتفون: "خلّي الشهيد بدمه.. ألف تحية لامّه"، فيما كان شبان ملثمون يطلقون النار في الهواء تحية للشهيد.
وتوجه موكب التشييع إلى منزل عائلة الشهيد أبو رومي التي ألقت نظرة الوداع الأخيرة، وسط هتافات توعدت بالانتقام لدمه، ومن هناك انطلق المشيّعون إلى مسجد العزيز في البلدة حيث صُليّ على روحه الطاهرة، ومن ثم توجهت الجموع الغفيرة إلى مقبرة البلدة مخترقة الشوارع الرئيسية فيها، حيث تم مواراته الثرى هناك.
ويعج بيت عزاء الشهيد، الذي يستمر ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم في مدرسة الأيتام الإسلامية بالعيزرية، بآلاف الفلسطينيين، من بينهم مسؤولون كبار في فصائل منظمة التحرير والقوى الوطنية والإسلامية الذين شاركوا في تشييع الجنازة.
وكان العشرات من الشبان أصيبوا الليلة الماضية اختناقا بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات عنيفة أعقبت تسليم جثمان الشهيد من قبل قوات الاحتلال.
وسلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، جثمان الشهيد الطفل أبو رومي، من معسكر الجبل في بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس، فيما تم تسليم جثمان الشهيد عمر يونس من قرية سنيريا جنوب قلقيلية على حاجز "الياهو" في قلقيلية، والذي تم تشييع جثمانه الليلة الماضية، في مسقط رأسه في قرية سنيريا.
واستشهد الفتى نسيم أبو رومي (14 عامًا) في منتصف أغسطس/آب 2019، بينما استشهد الشاب عمر يونس (20 عاما) في السابع والعشرين من أبريل/نيسان 2019، بعد أسبوع على إصابته واعتقاله عن حاجز زعترة جنوب نابلس شمال الضفة، وجرى احتجاز جثمانيهما منذ استشهادهما في ثلاجات الاحتلال الإسرائيلي.
وبعد تسليم جثماني الشهيدين عمر يونس ونسيم أبو رومي، يواصل الاحتلال احتجاز جثامين 51 شهيدا، بينهم أربعة دفنوا في مقابر الأرقام، وكان آخر الشهداء المحتجزين جثمان شهيدة قتلها الاحتلال على حاجز قلنديا العسكري شمال القدس قبل يومين، وأربعة أسرى استشهدوا في سجون الاحتلال، ورفض الاحتلال تسليم جثامينهم لعائلاتهم، كان آخرهم الشهيد الأسير بسام السايح.