منذ نصف قرن والعمّ محمد يواظب على إيقاظ أهل صيدا في ليالي رمضان ليتناولوا السحور، المهنة التي تعرف بالتسحير، وصاحبها يعرف بالمسحراتي.
رغم تقدّمه في السنّ، وارتزاقه من متجر صغير يبيع الألعاب، إلا أنّ محمد فناس لا يستطيع التقاعد من هذه المهنة التي اختارها "مرضاة لله" كما يقول وحبّاً فيها، وليس لأيّ هدف آخر. هو الفلسطيني الذي ولد في صيدا، بوابة الجنوب اللبناني، وعاش وعمل فيها، لا يتعبه التجوّل في أزقتها القديمة ليلاً، حاملاً طبلته التقليدية المعروفة بالـ "البازة" وعصاه الصغيرة ومصباحاً يساعده في تلمس خطواته.
يستيقظ ليلاً، يُسقط عباءته البيضاء فوق جسده النحيل، ويلفّ خصره بقطعة قماش خضراء - لون الذي يرمز إلى التصوّف في الإسلام - ثم يعتمر قلنسوته البيضاء، ويعلّق سبحة طويلة حول عنقه.
يحمل محمد "البازة"، وهي طبلة صغيرة، ورثها قبل 45 عاماً عن سلفه، المسحراتي الذي ورث عنه المهنة. ولهذه "البازة"، التي خُطّت عليها عبارات دينية، قصّتها، فهي من العراق، من مقتنيات السلطان عبد القادر الجيلاني، وهو إمام صوفي وفقيه حنبلي (470 هـ - 561 هـ)، لقّبه أتباعه بـ"باز الله الأشهب" و"تاج العارفين" و"محيي الدين" و"قطب بغداد"، وإليه تُنسب "الطريقة القادرية" الصوفية.
العصر الحديث أثّر على هذه المهنة، لكنّها لن تنقرض، كما يؤكّد العمّ محمّد. لذا رغم اختراع طرق جديدة لإيقاظ الناس على السحور، بينها منبهات الساعات والهواتف النقالة... إلا أنّ الطابع الإنساني لهذه المهنة يبقى ضرورة، وهي جزء من فلكلور مدننا الإسلامية. لذا يعتبر العمّ محمد أحد رموز رمضان في مدينة صيدا، وتحديداً الجزء القديم منها. في التقرير المرفق رحلة معه في إحدى ليالي رمضان.
رغم تقدّمه في السنّ، وارتزاقه من متجر صغير يبيع الألعاب، إلا أنّ محمد فناس لا يستطيع التقاعد من هذه المهنة التي اختارها "مرضاة لله" كما يقول وحبّاً فيها، وليس لأيّ هدف آخر. هو الفلسطيني الذي ولد في صيدا، بوابة الجنوب اللبناني، وعاش وعمل فيها، لا يتعبه التجوّل في أزقتها القديمة ليلاً، حاملاً طبلته التقليدية المعروفة بالـ "البازة" وعصاه الصغيرة ومصباحاً يساعده في تلمس خطواته.
يستيقظ ليلاً، يُسقط عباءته البيضاء فوق جسده النحيل، ويلفّ خصره بقطعة قماش خضراء - لون الذي يرمز إلى التصوّف في الإسلام - ثم يعتمر قلنسوته البيضاء، ويعلّق سبحة طويلة حول عنقه.
يحمل محمد "البازة"، وهي طبلة صغيرة، ورثها قبل 45 عاماً عن سلفه، المسحراتي الذي ورث عنه المهنة. ولهذه "البازة"، التي خُطّت عليها عبارات دينية، قصّتها، فهي من العراق، من مقتنيات السلطان عبد القادر الجيلاني، وهو إمام صوفي وفقيه حنبلي (470 هـ - 561 هـ)، لقّبه أتباعه بـ"باز الله الأشهب" و"تاج العارفين" و"محيي الدين" و"قطب بغداد"، وإليه تُنسب "الطريقة القادرية" الصوفية.
العصر الحديث أثّر على هذه المهنة، لكنّها لن تنقرض، كما يؤكّد العمّ محمّد. لذا رغم اختراع طرق جديدة لإيقاظ الناس على السحور، بينها منبهات الساعات والهواتف النقالة... إلا أنّ الطابع الإنساني لهذه المهنة يبقى ضرورة، وهي جزء من فلكلور مدننا الإسلامية. لذا يعتبر العمّ محمد أحد رموز رمضان في مدينة صيدا، وتحديداً الجزء القديم منها. في التقرير المرفق رحلة معه في إحدى ليالي رمضان.