القدوة يطالب بتغيير العقيدة الأمنية للأجهزة وهيكلة السلطة الفلسطينية

03 فبراير 2020
+ الخط -
أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ناصر القدوة أنه "يجب إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية وتحويلها لسلطة خدماتية فقط، بما في ذلك، تحديدا، إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، وتغيير عقيدتها الأمنية، وتغيير قدراتها ومهامها"، مشدداً على أنه "يجب أن يكون هذا أمرا جادا".

القدوة رد على سؤال لـ"العربي الجديد"، على هامش ندوة عقدت في رام الله بعنوان "قراءة في رؤية ترامب"؛ حيث قدم خلالها رؤية لمواجهة خطة الرئيس الأميركي المعروفة بـ"صفقة القرن"، إن كان ذلك الطرح ضمن ما أعلنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في خطاب له مؤخرا، حول تغيير الدور الوظيفي للسلطة، فقال: "لا، لا يعني ذلك، فأنا لا أعرف ما الذي يعنيه تغيير الدور الوظيفي".

ومن المقترحات التي أكد عليها القدوة؛ "العمل الجاد لاستعادة الوحدة السياسية والجغرافية"، مؤكدا على أهمية موقف القيادة الفلسطينية الواضح بشأن رفض "صفقة القرن"، قائلا: "يحتاج الأمر، بالإضافة إلى ذلك، استراتيجية عمل وإجراءات محددة، وربما طواقم جديدة لمواجهة الوضع بشكل جدي".

وأكد القدوة أن أي خطوة إسرائيلية لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة "سوف تعني إعلانا رسميا إسرائيليا بإنهاء التسوية التفاوضية".

في المقابل، قال القدوة إنه "يجب تأكيد هدفنا الوطني المركزي؛ تحقيق الاستقلال الوطني في دولة فلسطين القائمة على حدود 1967 وعاصمتها القدس"، وشدد على مصطلح "دولة فلسطين القائمة"، مضيفا: "لا نتفاوض مع الإسرائيليين على إعطائنا تلك الدولة ولا نناضل من أجل إقامتها، بل نناضل من أجل إنجاز الاستقلال الوطني في الدولة القائمة على حدود 1967، والنضال من أجل تحقيق ذلك من دون تسوية تفاوضية على ضوء الموقف الإسرائيلي، ومطالبة المجتمع الدولي بدعم ذلك واتخاذ خطوات محددة من أجل تحقيقه، وأن لا نقدم أي شيء تطوعا يمكن أن يخدم إسرائيل".

وحول إقامة الدولة الفلسطينية، قال القدوة: "نحن أعلنا عن دولة فلسطين القائمة بالحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني، وبحكم الشرعية الدولية واعتراف أغلبية دول العالم بها، وأعلنا وثيقة الاستقلال؛ وهي إعلان وجود الدولة، هذا ما فعلناه ويجب علينا التصرف بناء عليه".

وحول معاني "صفقة القرن" والاستنتاجات التي خرج بها القدوة، قال: "هذه ليست "صفقة قرن" وليست صفقة صغيرة، وليست خطة سلام؛ لأن بعض الأذكياء يصفونها بخطة سلام ترامب، لا توجد خطة سلام، وهي ليست مبادرة لإنهاء الصراع، وقطعا ليست حلا للدولتين، هذه مجموعة مواقف لليمين الإسرائيلي المتطرف، بما في ذلك للمستعمرين والمتطرفين الإنجيليين، تنسجم وتكمل المواقف السابقة للإدارة الأميركية وفقا لسياستها الشرق أوسطية".

ورجح القدوة أن من كتب نص خطة ترامب هم حاخامات متطرفون ومستعمرون أصحاب رؤية أيدولوجية مجنونة، أو على الأقل هم أثروا بشكل ملموس وواضح فيها.

وحول توقيتها قال القدوة: "لا علاقة له بإقامة السلام في الشرق الأوسط، وإنما لاعتبارات أخرى تخص الجانبين الأميركي والإسرائيلي".

وبشأن منطلقات الخطة، أكد أن المعنى الحقيقي لهذه الرؤية هو "الانطلاق من أن كل فلسطين الانتدابية لإسرائيل الكبرى، وكذلك الانطلاق من إنكار وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، ولكن مع محاولة إيجاد حل للسكان الفلسطينيين ضمن أو داخل إسرائيل؛ في كيان ممزق وغير سيادي يمكن للفلسطينيين أن يسمونه دولة أو إمبراطورية أو ما يشاؤون".

وحذر المتحدث ذاته من أن "رؤية ترامب، إذا ما تم التعامل معها، ستقود إلى سياسات طاردة للفلسطينيين قد تصل إلى حد محاولة التهجير القسري أو الترانسفير، كما أنها ستشجع على مزيد من الانتهاكات الجسيمة، وتدفع باتجاه الابتعاد عن السلام وتنفيذ الضم الذي يتحدث عنه الاحتلال بغض النظر عما يمكن أن يحصل".

وقال القدوة: "جوهر ما يسمى بالرؤية؛ ينتهك أحكام القانون الدولي وأسس النظام الدولي متعدد الأطراف، وينتهك التوافق الدولي على أسس التسوية، ويخالف السياسات الأميركية المعتمدة حول الشرق الأوسط والاتفاقات المعهودة في إطار عملية السلام".

وأضاف: " لا يستطيع الشعب الفلسطيني، أو القيادة، قبول الرؤية أو التفاوض على أساسها، أو التعامل معها، لا نستطيع الطلب من جميع الأطراف الداعمة للقضية الفلسطينية والأطراف الحريصة على أسس النظام العالمي أن تتخذ نفس الموقف، وأن تطرح بدائل لهذه الرؤية وآليات تساعد على تحقيق التسوية".