وتعقيباً على بدء محاكمة العودة في المملكة السعودية، قال القره داغي، اليوم الثلاثاء في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، "بالنسبة لنا ما يحدث في المملكة أمر غريب تجاوز كل ما يمكن توقعه، من هذه المملكة التي أسست وأقامت أساس العقيدة والمنهج السلفي، حيث تحارب هذه العقيدة وهذا المنهج من خلال اعتقال وسجن ومحاكمة العلماء المسلمين، وبالتالي لم نعد نستغرب توجيه أية اتهامات للشيخ العودة"، مشدداً في الوقت ذاته على إدانة الاتحاد للتوجه السعودي بمحاكمة العلماء.
وأشار إلى أن "العودة اعتقل بعد ساعات من دعوته على حسابه الرسمي في تويتر إلى الإصلاح بين السعودية وقطر، على خلفية الأزمة الخليجية".
وكانت وسائل إعلام سعودية قالت إن المحكمة الجزائية المتخصصة في المملكة بدأت، اليوم الثلاثاء، بإجراءات محاكمة الداعية المعتقل سلمان العودة.
وبحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، فإن النيابة العامة وجهت إلى الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي صنف - سعودياً وإماراتياً "ككيان إرهابي"، 37 تهمة، وطالبت بقتله تعزيراً دون أن تسميه، في إشارة إلى الداعية الإسلامي سلمان العودة المعتقل منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وأكد حساب "معتقلي الرأي" المهتم بملف المعتقلين في السعودية هذه المعلومات مؤكداً أن النيابة طالبت بإعدامه بعد سنة من الاعتقال التعسفي.
ولم تعلن السلطات السعودية عن فحوى الاتهامات الـ37، لكن مطالبة النيابة بالقتل تعزيراً وعرضه على محكمة مخصصة للإرهاب وتشير إلى اتهامه بالإرهاب "والإرجاف في الأرض والتخريب"، وهي تهمة تستوجب القتل في النظام القضائي السعودي، وأعدم على أثرها الشيخ نمر النمر عام 2016.
وكشف الأمين العام للاتحاد العام لعلماء المسلمين، أن الشيخ العودة والعشرات من علماء المسلمين في السعودية، دخلوا في عضوية الاتحاد العام لعلماء المسلمين عام 2010، بعد موافقة الديوان الملكي السعودي على ذلك.
وقال القره داغي، نقلاً عن أحد العلماء السعوديين الذي فضل عدم الكشف عن هويته "إن أعضاء الاتحاد السعوديين، قد أرسلوا رسالة إلى ديوان العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله، لطلب رأي ولي الأمر في عضويتهم للاتحاد، وإنه جرى الرد عليهم بأنه لا مانع من دخولهم كأعضاء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين".
ولفت إلى أن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يضم في عضويته عشرات الآلاف من العلماء في مختلف دول العالم، ومن ضمنهم علماء من السعودية"، مبيناً أن "هناك 50 فرعاً وجمعية للاتحاد في دول العالم، وأنه يشعر بالعجز لعدم استطاعة الاتحاد توكيل محام للدفاع عن الشيخ العودة وغيره من العلماء المعتقلين، لأن السعودية دولة غير ديمقراطية، وسيتعرض من يتوكل للدفاع عن الشيخ العودة للاعتقال والسجن".
وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت سلمان العودة، مطلع شهر سبتمبر/أيلول الماضي برفقة مئات من المنتمين لتيار الصحوة، أحد أكبر التيارات الدينية في البلاد دون أن توجه له أي تهمة طيلة فترة اعتقاله في سجن ذهبان بمدينة جدة غرب البلاد، قبل نقله إلى سجن الحاير في الرياض لمحاكمته.
ووضعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يترأسه الشيخ يوسف القرضاوي على قوائم "الإرهاب"، وذلك ضمن ما وصفته بـ"الالتزام بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه".