قرّرت هيئة المحلفين في "ستاتن آيلند"، في مدينة نيويورك، مساء أمس الأربعاء، إسقاط التهم الموجّهة إلى ضابط شرطة أبيض، كان قد قتل مواطناً أسود أعزل، عندما ظل يخنقه أثناء القبض عليه في تمّوز/يوليو الماضي. وكان أحد المارّة قد صوّر عملية الاعتقال بالفيديو، الذي أظهر إيرك غارنر، 43 عاماً، وهو يكرر أكثر من عشر مرات "إنك تخنقني"، من دون أن يفك الضابط، دانييل بانتليو، 29 عاماً، الخناق عنه.
ومثل الضابط أمام هيئة المحلفين في 21 تشرين الأول/ نوفمبر، وادّعى أنّه استخدم حركة من فنّ مصارعة، وأنّه لم يظن أنها يمكن أن تودي بحياة غارنر.
ويأتي قرار هيئة المحلفين الأربعاء في نيويورك، بعد أقل من أسبوع على قرارٍ مماثل، في قضية مشابهة في مدينة فيرغسون، حيث تمّ إسقاط التهم عن الضابط الأبيض دارين ويلسون، الذي قتل الشاب الأسود الأعزل مايكل براون.
وانطلقت تظاهرات عفوية مساء الأربعاء في مدينة نيويورك، وفي العاصمة واشنطن، عبّر فيها المواطنون عن غضبهم إزاء عنصرية الشرطة، ونظام القضاء الذي يعيد إنتاج وترسيخ التفرقة العنصرية.
وقال عمدة نيويورك، بل دبلازيو، في تصريحٍ له "اليوم كان عصيباً على عائلة القتيل غارنر، وعلى كل سكان نيويورك"، وأنّه فكّر بابنه عندما تأمّل مصير غارنر، لكن في الوقت عينه ناشد المتظاهرين التعبير عن رأيهم بسلام، والابتعاد عمّا سمّاه "العنف المدمّر"، الذي أعقب موت براون في فيرغسون.
من جهةٍ أخرى، ظهر الزعيم الأسود، القس آل شاربتون، المعروف بنشاطه السياسي في الحقوق المدنية، في مؤتمرٍ صحافي مع عائلة القتيل غارنر، وأكد وجود مشكلة عميقة في النظام القضائي، وفي تصرفات الشرطة في البلاد بأجمعها.
ورأى أنّ هذه الحادثة هي حلقة تضاف إلى سلسلة طويلة من العنف الممارس ضد الأقليات والأميركيين الأفارقة على وجه التحديد، معلناً أن قادة منظمات الحقوق المدنية، سينظمون مسيرة كبرى في واشنطن في الثالث عشر من الشهر الحالي، وسيتصدرها والدا مايكل براون الذي قتل في فيرغسون، وعائلة غارنر الذي قتل في نيويورك، وستنضم إليهم الجموع من كافة المدن الأميركية، بغية تسليط الضوء على محنة السود أمام وحشية الشرطة من ناحية، وتهاون القضاء من ناحية أخرى، والمناداة بإجراء تغيير جذري.