يعرّف القانون القطري المسنّ، إنّه من بلغ الستين من العمر، وبذلك يحال المئات من الموظفين القطريين في القطاع الحكومي على التقاعد سنوياً، مهما كانت حالتهم الصحية والبدنية جيدة.
هنا يدخلون في مرحلة جديدة من حياتهم مرغمين. تنقلب أوضاعهم بالكامل، خصوصاً إذا كانوا يعملون في وظائف مرموقة. أو ممن لم يحسبوا حساباً لمجيء هذا اليوم، فارتبطوا بقروض مصرفية كانوا قادرين على إيفائها، خلال فترة عملهم، ولم يعودوا قادرين على ذلك بعد التقاعد، لانخفاض دخلهم الشهري. هذا الأمر هو ما يضطر كثيرين إلى البحث عن عمل في القطاع الخاص أو السعي إلى فتح مشروع استثماري، يضربون من خلاله عصفورين بحجر واحد: تحسين الدخل الشهري، وإمضاء الوقت. فالأخير يبدو طويلاً ومملاً لغالبيتهم. يشتكي هؤلاء من الوحدة وانعدام التواصل مع الأجيال الجديدة.
يقول الخبير والكاتب الإعلامي، عيسى آل اسحق، لـ "العربي الجديد": "فضّلت بعد إحالتي على التقاعد، وأنا في سن العطاء، البحث عن عمل قريب من تخصصي. التحقت بإحدى الجهات الأهلية، فلا يمكن بعد سنوات طويلة من العمل أن أركن إلى الخمول. أشعر أنّي ما زلت قادراً على العطاء والبذل، والحياة لا تنتهي بالتقاعد من وظيفة الدولة. خيار التوقف عن العمل ليس وارداً أبداً في قاموسي".
يحكي آل إسحاق بمرارة عن قانون التقاعد الذي ينتظر مع غيره تعديله. يقول إنّه ظلم الكثير من المواطنين بإلغاء مكافأة نهاية الخدمة في حال اللجوء إلى الراتب التقاعدي. ينتظر آل إسحاق مع كثير من المتقاعدين من "أهل قطر الطيّبين" كما يصفهم، من الحكومة القطرية تعديل هذا القانون بما يسمح لهم بالحصول على ما يعتبرونها حقوقهم، بعد سنوات طويلة أمضوها في العمل الحكومي.
لا يرى آل إسحاق في بعض البرامج التي أعلنت عنها الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية، خصوصاً ما سمي ببطاقة الخصومات التي تمنح المسنين خصومات في بعض المطاعم والمتاجر الكبرى تقدر بـ5 في المائة، أيّ فائدة. يعتبر أنّ فيها نوعاً من الإذلال. يقول: "بدلاً من ذلك، فلترفع الحكومة رواتب المتقاعدين بنسبة 5 في المائة أسوة بالموظفين الحاليين، خصوصاً مع الارتفاع المضطرد في تكاليف المعيشة. وكبديل لبطاقة الخصومات، فلتعقد هيئة التقاعد اتفاقيات مع المؤسسات الكبرى في البلاد، كشركات الطيران، والفنادق، والمولات الكبيرة، لمنح المسنين هذه الخصومات، من دون إشهارهم بطاقة".
بدوره، وكغيره من المسنين، يقضي أبو جاسم بعد إحالته على التقاعد، معظم أوقاته في مجلس الدامة (لعبة لوحية) في سوق واقف، أو في "مقهى الصيادين" على كورنيش الدوحة. يتبادلون الحكايات والأخبار. يشارك أبو جاسم أحياناً في "دوري الدامة" الذي يقيمه المجلس. لكنّه يشكو من قلة التواصل مع الجيل الجديد الذي أخذته الحياة الحديثة بتعقيداتها.
اقــرأ أيضاً
هنا يدخلون في مرحلة جديدة من حياتهم مرغمين. تنقلب أوضاعهم بالكامل، خصوصاً إذا كانوا يعملون في وظائف مرموقة. أو ممن لم يحسبوا حساباً لمجيء هذا اليوم، فارتبطوا بقروض مصرفية كانوا قادرين على إيفائها، خلال فترة عملهم، ولم يعودوا قادرين على ذلك بعد التقاعد، لانخفاض دخلهم الشهري. هذا الأمر هو ما يضطر كثيرين إلى البحث عن عمل في القطاع الخاص أو السعي إلى فتح مشروع استثماري، يضربون من خلاله عصفورين بحجر واحد: تحسين الدخل الشهري، وإمضاء الوقت. فالأخير يبدو طويلاً ومملاً لغالبيتهم. يشتكي هؤلاء من الوحدة وانعدام التواصل مع الأجيال الجديدة.
يقول الخبير والكاتب الإعلامي، عيسى آل اسحق، لـ "العربي الجديد": "فضّلت بعد إحالتي على التقاعد، وأنا في سن العطاء، البحث عن عمل قريب من تخصصي. التحقت بإحدى الجهات الأهلية، فلا يمكن بعد سنوات طويلة من العمل أن أركن إلى الخمول. أشعر أنّي ما زلت قادراً على العطاء والبذل، والحياة لا تنتهي بالتقاعد من وظيفة الدولة. خيار التوقف عن العمل ليس وارداً أبداً في قاموسي".
يحكي آل إسحاق بمرارة عن قانون التقاعد الذي ينتظر مع غيره تعديله. يقول إنّه ظلم الكثير من المواطنين بإلغاء مكافأة نهاية الخدمة في حال اللجوء إلى الراتب التقاعدي. ينتظر آل إسحاق مع كثير من المتقاعدين من "أهل قطر الطيّبين" كما يصفهم، من الحكومة القطرية تعديل هذا القانون بما يسمح لهم بالحصول على ما يعتبرونها حقوقهم، بعد سنوات طويلة أمضوها في العمل الحكومي.
لا يرى آل إسحاق في بعض البرامج التي أعلنت عنها الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية، خصوصاً ما سمي ببطاقة الخصومات التي تمنح المسنين خصومات في بعض المطاعم والمتاجر الكبرى تقدر بـ5 في المائة، أيّ فائدة. يعتبر أنّ فيها نوعاً من الإذلال. يقول: "بدلاً من ذلك، فلترفع الحكومة رواتب المتقاعدين بنسبة 5 في المائة أسوة بالموظفين الحاليين، خصوصاً مع الارتفاع المضطرد في تكاليف المعيشة. وكبديل لبطاقة الخصومات، فلتعقد هيئة التقاعد اتفاقيات مع المؤسسات الكبرى في البلاد، كشركات الطيران، والفنادق، والمولات الكبيرة، لمنح المسنين هذه الخصومات، من دون إشهارهم بطاقة".
بدوره، وكغيره من المسنين، يقضي أبو جاسم بعد إحالته على التقاعد، معظم أوقاته في مجلس الدامة (لعبة لوحية) في سوق واقف، أو في "مقهى الصيادين" على كورنيش الدوحة. يتبادلون الحكايات والأخبار. يشارك أبو جاسم أحياناً في "دوري الدامة" الذي يقيمه المجلس. لكنّه يشكو من قلة التواصل مع الجيل الجديد الذي أخذته الحياة الحديثة بتعقيداتها.
في هذا الإطار، تنبّهت منظمة الهلال الأحمر القطري إلى ظاهرة العزلة التي يعيشها بعض المسنين في قطر، فأطلقت هذا العام حملة "إحنا وياكم" لدعم تواصل الشباب مع كبار السن من الآباء والأمهات ممن كان لهم الفضل في بناء وتعزيز أركان الأسرة، والمحافظة في الوقت نفسه على العادات والقيم القطرية.
تقول منسقة التطوع في الهلال الأحمر القطري، شريفة الرواحي لـ "العربي الجديد" إنّ فعاليات الحملة تشهد عدداً من الأنشطة الخيرية، التي بدأت بإطلاق وسم #إحنا_وياكم، بمشاركة شخصيات وهيئات عديدة.
تزور الحملة عدداً من المجالس في الفرجان في الدوحة، للاستفادة من خبرات كبار السن، والتعرّف عن قرب على الحياة التي عاشوها بحلوها ومرّها، واستقاء الدروس مما يحكونه من قصص وتجارب مروا فيها، والتعرّف على مظاهر الرابطة الاجتماعية القوية وصلة الرحم وبرّ الوالدين في زمانهم.
كذلك، توزع الحملة هدايا تذكارية على عمال سوق واقف دعماً لهم وإثراء لمشاعر الألفة في ما بينهم. تلي ذلك زيارة فريق من المتطوعين الآباء في مجلس الدامة بسوق واقف من أجل الترفيه عنهم بممارسة لعبة الدامة، وخلق أجواء من المرح والتفاعل. وتختتم فعاليات الحملة بحفل في فندق "شرق" يشهد مناقشات ودية وفقرات فنية لتلاميذ المدارس، وتكريم مجموعة من كبار السن الذين ساهموا في مسيرة البناء والتنمية بالدولة.
كذلك، يخطط الهلال الأحمر القطري لإقامة مجلس دائم للمسنين، وإشراكهم في أنشطته وفعالياته. ولا تغفل الرواحي عن ذكر أنّ منظمة الهلال الأحمر القطري تضمّ بالفعل بين صفوف متطوعيها عدداً من المسنّين الفعالين أيضاً.
اقــرأ أيضاً
تقول منسقة التطوع في الهلال الأحمر القطري، شريفة الرواحي لـ "العربي الجديد" إنّ فعاليات الحملة تشهد عدداً من الأنشطة الخيرية، التي بدأت بإطلاق وسم #إحنا_وياكم، بمشاركة شخصيات وهيئات عديدة.
تزور الحملة عدداً من المجالس في الفرجان في الدوحة، للاستفادة من خبرات كبار السن، والتعرّف عن قرب على الحياة التي عاشوها بحلوها ومرّها، واستقاء الدروس مما يحكونه من قصص وتجارب مروا فيها، والتعرّف على مظاهر الرابطة الاجتماعية القوية وصلة الرحم وبرّ الوالدين في زمانهم.
كذلك، توزع الحملة هدايا تذكارية على عمال سوق واقف دعماً لهم وإثراء لمشاعر الألفة في ما بينهم. تلي ذلك زيارة فريق من المتطوعين الآباء في مجلس الدامة بسوق واقف من أجل الترفيه عنهم بممارسة لعبة الدامة، وخلق أجواء من المرح والتفاعل. وتختتم فعاليات الحملة بحفل في فندق "شرق" يشهد مناقشات ودية وفقرات فنية لتلاميذ المدارس، وتكريم مجموعة من كبار السن الذين ساهموا في مسيرة البناء والتنمية بالدولة.
كذلك، يخطط الهلال الأحمر القطري لإقامة مجلس دائم للمسنين، وإشراكهم في أنشطته وفعالياته. ولا تغفل الرواحي عن ذكر أنّ منظمة الهلال الأحمر القطري تضمّ بالفعل بين صفوف متطوعيها عدداً من المسنّين الفعالين أيضاً.