نظمت السلطات الموريتانية احتفالات فلكلورية على طول طريق المطار، اليوم الأحد، احتفاء بوصول الوفود المشاركة في قمة نواكشوط، وسط انتشار أمني كثيف.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، وزير الثقافة محمد الأمين ولد الشيخ، أن بلاده تشهد حالة استنفار كبيرة استعدادا للقمة العربية، مضيفاً أن "هناك حالة من الاستقرار التام تشهدها البلاد، وتهيئ لقمة ناجحة وفارقة في العمل العربي المشترك".
وشدد على أن المرحلة الراهنة تتطلب تضافر الجهود في مواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه الأمة، وفي صدارتها مكافحة الإرهاب، وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك، والنهوض بدور الجامعة العربية. وأكد في الوقت ذاته أن الملفات الاقتصادية أمام القمة العربية، لا تقل أهمية عن الملفات السياسية، معربا عن تطلعه إلى أن تسهم القمة في تلبية تطلعات الشعوب العربية.
وقد وصل إلى موريتانيا صباح اليوم، رئيس مجلس الأمة الجزائري، عبد القادر بن صالح، على رأس وفد وزاري، كما وصل وفد قطري برئاسة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على أن يصل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى نواكشوط صباح غد الإثنين.
وزير الخارجية القطري تمنى أن تسفر "القمة عن قرارات تخدم المنطقة العربية، والعمل العربي المشترك"، موجهاً الشكر في كلمة مقتضبة لموريتانيا على "حسن الإعداد والترتيب لاستضافة هذه القمة التاريخية، والتي تأتي في ظروف صعبة تمر بها الأمة العربية".
كما وصل الرئيس السوداني، عمر البشير، إلى موريتانيا، وأعرب في تصريح له، عن ثقته بنجاح القمة والتحضيرات التي تمت، تلاه الرئيس التشادي، إدريس ديبي، كضيف شرف على القمة، على أن تصل بقية الوفود المشاركة مساء اليوم وتكتمل صباح غد، قبل انطلاق فعاليات القمة العربية الـ 27، والتي تعقد لأول مرة في موريتانيا.
ومع تولي أحمد أبو الغيط مهام الأمانة العامة للجامعة العربية أخيراً، تعد هذه القمة اختباراً كبيراً وتحدياً له كأمين عام جديد، خاصة أنها تعقد في مرحلة بالغة الصعوبة وتشهد العديد من الأزمات بالغة التعقيد.
ويظل مقعد سورية شاغراً في القمة العربية، وفقا لقرار من مجلس الجامعة العربية. ولم تستبعد مصادر عربية طرح أبو الغيط مبادرات جديدة، ربما تسهم في حلحلة أزمات المنطقة، وفي صدارتها الملف السوري، وكذلك تكثيف الجهود من أجل تحريك القضية الفلسطينية، خاصة في ضوء المبادرة الفرنسية، الرامية لإحلال السلام وإنفاذ حل الدولتين.
وستشهد القمة العربية طرح رؤية شاملة لأبو الغيط، حول الوضع العربي الراهن، ومتطلبات صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، وإصلاح الجامعة العربية، ومنظومة العمل العربي المشترك.
ويتطلع الشارع العربي بشكل كبير إلى قمة نواكشوط، والتي تحمل شعار قمة الأمل، بأن تسهم بشكل قوي في تفعيل قرارات سابقة، لم تتحقق على أرض الواقع حتى الآن، خاصة في ما يتعلق بقرار قمة شرم الشيخ في 2015 الخاص بتشكيل القوة العربية المشتركة.
وفي حين تأكدت مشاركة عدد من القادة، واعتذار بعض آخر، أكدت مصادر موريتانية أمس السبت لـ"العربي الجديد"، اعتذار كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، فيما ستمثل بقية الدول برؤساء حكومات أو وزراء الخارجية.
من جهةٍ أخرى، نظمت السلطات الموريتانية احتفالات شعبية بوصول الوفود المشاركة، على طول طريق مطار أم التونسي الدولي إلى العاصمة نواكشوط، والتي شهدت أيضاً سهرات شعرية وفنية ليل أمس احتفاء بالوفود المشاركة في القمة العربية، ضمن المدينة الثقافية.
إلى ذلك، وجّه منتدى المعارضة الموريتانية رسالة مفتوحة اليوم الأحد إلى القادة العرب المشاركين في قمة نواكشوط يدعوهم فيها إلى "إطفاء نار الفتنة التي تشتعل حالياً في الجسم العربي، عن طريق حل النزاعات الدموية القائمة في بعض الدول، والامتناع عن التدخلات الرامية الى إذكاء الفتن، وعن الصراعات الدولية، والاستجابة للتطلعات المشروعة للشعوب".
كما طالب المنتدى بضرورة "تنقية الأجواء بين الأشقاء وبعث التضامن والتكامل العربيين، وبناء قوة عربية موحدة، رادعة تكون ضمانة للأمن القومي العربي، وفاعلا إيجابيا في استتباب السلم الدولي".