وأكدت مصادر محلية في محافظة أبين، لـ"العربي الجديد"، وصول القوات الحكومية إلى مدينة زنجبار، مركز المحافظة، الواقع على بعد نحو 50 كيلومتراً من مدينة عدن، بعد ساعات من انطلاق الحملة الحكومية، المسنودة بقوات برية ومقاتلات حربية تابعة للتحالف العربي، من جهة عدن، بهدف بسط السيطرة على أبين.
ووفقاً للمصادر، فقد جرى التمهيد للعملية بضربات جوية متفرقة خلال الأسابيع والشهور الماضية، استهدفت مواقع ومقرات لمسلحي "القاعدة"، الذين تقول المصادر الحكومية إنهم فروا مع تقدم الحملة الحكومية، مع أنباء عن اشتباكات محدودة مع مسلحين تابعين للتنظيم، في حين من المتوقع أن تواصل الحملة العسكرية طريقها إلى مدن أخرى في أبين، وأبرزها جعار، التي تشهد ضربات جوية بين الحين والآخر.
وكان مسلحو "القاعدة" يسيطرون بطريقة شبه مباشرة على مدينة زنجبار ومدن أخرى في محافظة أبين، منذ أواخر العام الماضي. وفي مايو/آيار الماضي، أطلقت القوات الحكومية حملة عسكرية توقفت لأسباب غامضة، فيما نجحت وساطة قادتها وجاهات قبلية في إبرام اتفاق مع التنظيم المعروف بـ"أنصار الشريعة" للانسحاب طوعاً من مدن أبين، وهو الأمر الذي تم بدرجات مختلفة، غير أن السلطات امتنعت عن دخول المحافظة للسيطرة عليها، لتستمر تحت سيطرة مجموعات محلية ومسلحي تنظيم "القاعدة" بشكل متفاوت.
وتعد أبين أحد أبرز معاقل انتشار تنظيم "القاعدة" في اليمن، وسيطر التنظيم على العديد من مدنها في فترات متقطعة منذ أواخر عام 2011، وهي سيطرة كانت تنتهي بحملات عسكرية حكومية، فيما يفضل التنظيم الانسحاب أمام الحملات ليرد بهجمات مباغتة في وقت لاحق.
وكان لافتاً تزامن الحملة الأخيرة في أبين مع تحركات للقوات الحكومية، المدعومة من التحالف، على أكثر من صعيد، إذ توجهت الأسابيع الأخيرة حملة إلى منطقة جبلية في يافع بمحافظة لحج، التي كانت توصف بأنها معقل لمسلحين تابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، والذي تبنى العديد من الهجمات في مدينة عدن، الشهور الماضية.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت السلطات الأمنية في عدن أخيرا القبض على "خلية إرهابية" وُصفت بـ"الخطيرة"، وكانت مسؤولة عن العديد من عمليات الاغتيال التي شهدتها عدن في الفترة الماضية، وقد جرى ضبطها خلال عملية نفذتها وحدة أمنية متخصصة بالإرهاب في محافظة لحج، شمال عدن.