أعلنت وزارة الدفاع السودانية، اليوم الإثنين، رسمياً، اعتقال رئيس "مجلس الصحوة الثوري" المعارض، وزعيم قبيلة المحاميد، موسى هلال، بعد معارك شديدة جرت الأحد في معقله بمنطقة مستريحة شمال دارفور.
وأسفرت المعارك، أيضاً، عن مقتل ضابط سوداني برتبة عميد، تابع لـ"قوات الدعم السريع" (الجنجويد) الموالية للحكومة، كما لقي تسعة من الجنود مصرعهم في المعارك بمنطقة مستريحة، حيث يتحصن الزعيم القبلي.
وقال وزير الدولة بوزارة الدفاع، الفريق علي محمد سالم، اليوم، إن هلال، وابنه حبيب الذي اعتقل معه، سينقلان إلى العاصمة الخرطوم في غضون الساعات القادمة.
وأكد الوزير هدوء الأوضاع الأمنية في منطقة مستريحة، وأن السلطات تسيطر على الوضع تماماً بعد الاشتباكات ، مشيراً إلى أن إلقاء القبض على هلال جاء ضمن خطة الدولة لجمع السلاح الجارية حالياً في دارفور.
ونفى وزير الدولة بوزارة الدفاع وجود أي خسائر في أوساط المدنيين أثناء الاشتباكات بين الطرفين.
وورد اسم موسى هلال في العام 2005 (ووقتها كان في تحالف مع الحكومة) ضمن عدد من الشخصيات المشتبه بتورطها في جرائم بدارفور، غير أن المحكمة الجنائية الدولية لم توجه إليه اتهاماً رسمياً كما حدث مع آخرين.
وكانت قوات الدعم السريع أيضًا قد ألقت القبض، في وقت مبكر من صبيحة الأحد، على هارون مديخير، المتحدث الرسمي باسم "مجلس الصحوة الثوري".
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات الدعم السريع، العقيد عبد الرحمن الجعلي، لـ"العربي الجديد"، إن مديخير ألقي القبض عليه مع حرسه الشخصي بمنطقه وادي باري، جنوب مستريحة (غربي البلاد)، في طريقه إلى دولة تشاد، مشيرًا إلى أن مديخير سوف يسلم في أسرع وقت إلى السطات العدلية لمحاكمته.
واعتبر الجعلي أن مديخير هو أهم شخص في قيادة مجلس الصحوة. وأضاف أن قوات الدعم السريع تقوم بواجبها في إطار حملة جمع السلاح ومطاردة وملاحقة المنفلتين والمجرمين.
ويعارض "مجلس الصحوة الثوري" حملة تنفذها الحكومة السودانية، منذ شهرين، لجمع السلاح المنتشر بين أيدي المجموعات والأفراد في دارفور، إضافة الى معارضته قرارات حكومية أخرى بدمج قوات حرس الحدود، الذراع العسكرية التابعة له، ضمن قوات الدعم السريع.
وتحصن الزعيم القبلي موسى هلال مع قواته بمنطقة مستريحة بعد تدهور العلاقة بينه وبين الحكومة السودانية قبل سنتين، واعتبرته الحكومة "متمردًا"، على الرغم من دعمه لها في حربها ضد المتمردين في دارفور، التي تشهد نزاعاً مسلحاً منذ العام 2003.
واعتبر هلال، في وقت سابق، عملية جمع السلاح المعلنة في دارفور بأنها "خطة مغلفة بغطاء الدولة لإثارة فتنة جديدة في الإقليم"، على حد قوله.