قال مسؤول رفيع في بغداد، اليوم الجمعة، إن الجيش العراقي تمكن أخيرا من اعتقال ثلاثة إماراتيين من تنظيم "داعش" الإرهابي، بمعارك شمال البلاد، فيما أوضح النائب بالبرلمان العراقي، صادق المحنا، لـ"العربي الجديد"، أن وزير الخارجية، إبراهيم الجعفري، أبلغ مسؤولين إماراتيين بذلك، وطالبهم ببذل مزيد من الجهد في هذا الملف كونها ليست المرة الأولى.
وقال المسؤول الحكومي إن القوات العراقية اعتقلت خلال معارك تحرير نينوى ثلاثة مواطنين إماراتيين، تراوح أعمارهم بين العشرين والخمسة وثلاثين عاماً، مؤكدا أنه يتم التحفظ عليهم في سجن خاص مع مقاتلين عرب آخرين، ولن يكون هناك أي مفاوضات تسليم، إذ بات الملف بيد القضاء العراقي.
ورجّح أن يواجه المعتقلون عقوبة الإعدام، وفقا للمادة الرابعة من قانون محاربة الإرهاب العراقي المعمول به في البلاد منذ عام 2005، لافتا إلى أن المعتقلين الإماراتيين سافروا إلى لبنان ومنها دخلوا إلى سورية ثم العراق، وفقاً للاعترافات التي أدلوا بها.
بدوره، قال القيادي بالتحالف الوطني الحاكم في العراق، النائب صادق المحنا، لـ"العربي الجديد": "إن الجعفري أبلغ أبوظبي بذلك، وطالبها بالعمل أكثر لمنع انتقال المتطرفين من مواطنيها إلى العراق".
وأضاف المحنا أنها "ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها إماراتيون في فترة الحرب على الجماعات الإرهابية. وكنا نأمل من الإمارات كدولة عربية مترفة، أن تضبط هذا الملف بالتحديد، وتمنع مواطنيها من الانتقال لنشر الإرهاب في دول أخرى".
وكشف أن الجعفري اجتمع مع مسؤولين إماراتيين، وأبلغهم بأن هناك مواطنين من دولتهم يقاتلون مع "داعش" في العراق، وقال "أتمنى ألا تتكرر هذه الخروقات ضد الشعب العراقي، ونتمنى أن تقف الإمارات مع الشعب العراقي وليس أن تقف ضده".
إلى ذلك، قال رئيس كتلة "الدعوة" في البرلمان العراقي، علي البديري، لـ"العربي الجديد"، إن "على وزارة الخارجية والعدل العراقيتين، المباشرة برفع دعاوى قضائية ضد الدول التي صدّرت إرهابيين من مواطنيها للعراق".
وأضاف البديري أن "هؤلاء الذين أتوا من الإمارات إلى العراق، يستحيل أن يأتوا بدون علم الاستخبارات الإماراتية، وهذا العمل خطير، ويجب أن تتحمل الإمارات تبعات ذلك".
كما انتقد رد فعل وزارة الخارجية العراقية غير الحاسم في هذه القضية، مطالباً أبوظبي باعتذار رسمي على "تسبب إرهابيين من مواطنيها بقتل عراقيين أبرياء"، وفقا لقوله.
وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابي في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، عن تنفيذ انتحاري من جنسية إماراتية يدعى خطاب الإماراتي، هجوما انتحاريا بواسطة سيارة مفخخة في حي السماح، شرقي الموصل.
ونشر التنظيم عدة صور للانتحاري قبل صعوده السيارة المفخخة والانطلاق بها لتفجير نفسه.
وكان تقرير صادر في شهر شباط/ فبراير الماضي لمجموعة "صوفان غروب" الأميركية المختصة في الأمن الاستراتيجي، قد وضع الإمارات في الترتيب الـ13 للدول من حيث عدد مواطنيها بصفوف تنظيم "داعش"، بينما تعتبر قطر وسلطنة عمان الدولتين الوحيدتين اللتين لم يتورط أي من مواطنيهما بأعمال إرهابية في العراق أو سورية.
وأعلن عضو البرلمان العراقي، منصور البعيجي، عن استعداد منظمات مدنية عراقية لرفع دعاوى قضائية على جميع الدول التي تورط مواطنوها بمقتل أبرياء عراقيين.
وبيّن أن "القضاء العراقي ملزم بقبول أي دعوى تصل إليه بهذا الخصوص، ونأمل أن تكون الإجراءات سريعة لإنصاف ذوي الضحايا"، وفقا لقوله.