وفيما تكدس آلاف المسافرين على الجهة الغربية للمنفذ، اعتبر أعضاء بمجلس محافظة الأنبار أن إغلاق المنفذ يمثل وسيلة لإذلال أهالي الأنبار، كما حذر زعماء قبليون من احتمال تفجر الأوضاع من جديد بين المحافظتين، في حال استمر الحال على ما هو عليه.
وقال مسافرون من محافظة الأنبار لـم يتمكنوا من الوصول إلى بغداد، اليوم السبت، إن قوات عراقية من الجيش والشرطة الاتحادية ومليشيا "الحشد الشعبي" منعتهم من عبور منفذ الصقور بذريعة وجود أخطار أمنية تهدد بغداد.
وأوضح المسافرون، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن القوات المشتركة تجاوزت عليهم بالضرب والألفاظ النابية، من أجل إرغامهم على العودة إلى مناطقهم التي جاءوا منها.
وأشاروا أن المنفذ الذي أغلق قبل عشرة أيام فتح، يوم أمس الجمعة، عدة ساعات، قبل أن يغلق مرة أخرى، صباح اليوم، منتقدين صمت محافظ الأنبار صهيب الراوي عن الانتهاكات التي ترتكب بحق سكان المحافظة، ومطالبين رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل العاجل، وفتح المنفذ أمام آلاف المسافرين الذين يفترشون الأرض.
إلى ذلك، اعتبر عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي أن معبر "رفح" الذي يربط فلسطين بمصر أكثر رحمة من منفذ الصقور الذي يربط الأنبار ببغداد، موضحاً خلال تصريح صحافي أن هذه المنطقة تحولت إلى مكان لإذلال أهالي الأنبار، الذين يتعرضون إلى عقوبة جماعية.
وناشد الفهداوي رئيس الوزراء للتدخل، واعتبار أهالي الأنبار مواطنين من الدرجة الأولى، أسوة بسكان المحافظات الأخرى.
من جانبه، انتقد عضو مجلس محافظة الأنبار، فهد الراشد، صمت الحكومة المحلية في الأنبار عن "الإذلال الذي يتعرض له المواطن الأنباري، مضيفاً "للأسف الشديد لا توجد حكومة محلية بالأنبار، ومحافظ الأنبار صهيب الراوي غير موجود بالمحافظة ومشغول بالعمرة، ونسي الناس التي تفترش الطرقات من الرضع والنساء والشيوخ والأطفال".
وتابع الراشد: "نحن مع الأمن جملة وتفصيلاً، ولكن ليس على حساب إذلال المواطن الأنباري"، مطالباً خلال تصريح صحافي الحكومة الاتحادية في بغداد بإيجاد طرق بديلة للتخفيف من معاناة الناس.
وفي سياق متصل، حذر عضو مجلس شيوخ الأنبار، محمد الجميلي، اليوم من احتمال تفجر أزمة جديدة بين الأنبار وبغداد، في حال استمر الوضع على ما هو عليه في منفذ الصقور، مرجحاً خلال حديثه لـ "العربي الجديد" وجود أياد خفية تخطط لإعادة إرباك المشهد الأمني في المدن المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" غرب العراق.
وبعد إعلان القوات العراقية عن تحرير مدن الفلوجة والرمادي وهيت بمحافظة الأنبار العام الماضي، أغلقت جميع الطرق التي تربط المحافظة بالعاصمة بغداد، باستثناء معبر الصقور (10 كلم شرق الفلوجة)، الذي يشهد منذ افتتاحه تكدساً للمسافرين والسيارات والشاحنات، ويتطلب عبوره وقتاً لا يقل عن أربع ساعات في الظروف الاعتيادية قبل إغلاقه.