لم تستطع القوات العراقيّة التي احتشدت بالقرب من جنوب الموصل من تحقيق تقدم يذكر في معارك تحرير مناطق جنوب الموصل، الأمر الذي استغلته مليشيات "الحشد الشعبي" لتحميل رئيس الحكومة، حيدر العبادي، مسؤوليّة ذلك، مطالبة بفتح تحقيق بالأسباب.
وقال مصدر عسكري في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقيّة فشلت بتحقيق موطئ قدم لها في مناطق جنوب الموصل وشمال محافظة صلاح الدين"، مبيّناً أنّ "القطعات العراقيّة خاضت، خلال أكثر من أسبوع، معارك في القرى الجنوبيّة للموصل، محاولة الوصول الى بلدة القيّارة وتحريرها، لكنّها فشلت بتحقيق هدفها".
وأضاف أنّ "(داعش) أحكم تحصين البلدة والقرى المحيطة بها، واستطاع من خلال ذلك الدفاع عنها وإحباط محاولات الوصول إليها"، مشيراً إلى أنّ "التنظيم زرع كمائن على طريق البلدة ونفّذ مع ذلك تعرّضات على القطعات المهاجمة، الأمر الذي حال دون تحقيق القوات لأهدافها".
وأكّد أنّ "المعارك، في هذا المحور، توقفت حالياً، وهناك عمل على إعادة صياغة الخطط الميدانيّة من جديد ورسم محاور الهجوم وفقاً للمعطيات المتحققة على الأرض".
من جهته، عبّر القيادي في مليشيا "الحشد الشعبي" قاسم الأعرجي، عن استغرابه من "إصرار العبادي على فتح معركة الموصل قبل إكمال تحرير الفلوجة، وإرسال القطعات العسكريّة على الرغم من عدم موافقة غالبية القيادات العسكرية".
وقال الأعرجي، في بيان صحافي، إنّ "إصرار العبادي على فتح معركة جديدة وإرسال الملاكات العسكرية على الرغم من رفض غالبية القيادات العسكرية لا يفسر سوى الاستجابة لإرادة الجنرال الأميركي"، مطالباً بـ"فتح تحقيق فوري بخصوص الانتكاسة التي حصلت في القيّارة ومحاسبة المقصرين".
وعدّ "فتح معركة جديدة، قبيل حسم معركة الفلوجة بشكل نهائي، أمراً غير صحيح عسكريّاً، ويؤثر على زخم المعركة، وقد يتيح فرصة لداعش أن ينظّم صفوفه".
وتحاول مليشيات "الحشد" انتهاز فرصة أي إخفاق قد يحدث للقوات العراقيّة في جبهة الموصل واستغلالها لزج نفسها واشتراكها في معركة تحرير المحافظة، على الرغم من تصويت مجلس الموصل على رفض أي مشاركة لها.
في غضون ذلك، دعا نائب عن ائتلاف "دولة القانون"، حنين قدو، الحكومة الى "إشراك الحشد الشعبي في عمليات تحرير محافظة نينوى، وإبعاد الأجندات والاتفاقات السياسية التي تستهدف وجود الأقليات في المحافظة".
وقال قدو، في بيان صحافي، إنّ "تحرير الأراضي العراقية عمل عسكري، وهو من مسؤوليات القائد العام للقوات المسلحة ولابد أن تكون عملية تحرير الأراضي العراقية خارج الحسابات السياسية والاتفاقيات التى تستهدف النسيج الاجتماعي والمكونات العراقية في سهل نينوى وسنجار وطوز خورماتو".
وشدّد على "ضرورة إشراك الحشد في عمليات تحرير نينوى".
وكانت الحكومة العراقيّة، قد أعلنت في 14 من يونيو/ حزيران الجاري عن تحرّكات عسكريّة لتحرير مناطق جنوب الموصل وشمال صلاح الدين، مؤكّدة وصول قطعات من الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي إلى معسكر مخمور.