الكتب تختفي من منازل البريطانيين

31 يناير 2017
ما بين الكتاب والهاتف الذكي (راي تانغ/ الأناضول)
+ الخط -
قبل عامين، بيّنت دراسة استقصائية أجريت في مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للكتاب أنّ معدّل الكتب الموجودة في منازل البريطانيين يبلغ 158 كتاباً في المنزل الواحد، لكنّ ربعها لم يُفتح بتاتاً.

مؤخراً، كشف تقرير جديد عن حقيقتين صارختين، الأولى أنّ عشرة في المائة من السكان لا يملكون كتاباً واحداً. أمّا الثانية، فهي أنّ متوسط توفر الأجهزة المرتبطة بالإنترنت لدى كلّ أسرة ثمانية أجهزة. وفي ظلّ هيمنة التكنولوجيا على حياتنا، تعترف نسبة 45 في المائة من الأسر بأنّ أبناءها يتواصلون بالرسائل النصية مع بعضهم بعضاً حتى وهم داخل المنزل.

ويشير التقرير الصادر عن شركات التأمين "أفيفا" أنّ نحو 6.5 ملايين شخص لا يملكون أيّ كتاب مطبوع. وهو ما يعني غياب الكتب المقدّسة عن المنازل ومنها الإنجيل والقرآن، وأيّ رواية مهما عظم شأنها.

في هذا الإطار، تقول بياتا كوزدرون (42 عاماً، ربّة منزل بولندية مقيمة في بريطانيا) لـ"العربي الجديد" إنّ المسألة لم تعد الخوف من الابتعاد عن قراءة الكتب المطبوعة، بل إدمان الإنترنت. هي حاولت أن تحثّ ابنتيها الكبيرتين، وهما اليوم في العشرينيات، على القراءة، وبالفعل تمكنت من ذلك قبل أن تقعا في إدمان الإنترنت في المراهقة. أما اليوم، فابنتها التي لا تتجاوز السنوات الخمس تدمن ألعاب الكومبيوتر والإنترنت وتتفاعل معها إلى حدّ البكاء والصراخ، في وقت يستحيل إبعادها عنها من دون أن تدخل في موجة عارمة من النحيب. تعلّق: "أشعر بالأسف لأنّ طفلتي أو أطفال اليوم لن يدركوا معنى الفرحة التي اختبرناها في طفولتنا، مثل ألعابنا في الطبيعة حين كنا نركض ونقفز ونضحك، بعيداً عن أجواء التوتّر داخل المنزل الذي بتنا ندفع أطفالنا دفعاً إلى الخروج منه".

من جهته، يقول داني (45 عاماً) لـ"العربي الجديد" إنّ ابنته التي كانت تعشق القراءة في طفولتها، لم تعد تمسك كتاباً اليوم، مع أنّها ما زالت تشتري الكتب، لكنّها تضعها على الرفوف في غرفتها. تعترف الفتاة أنّها ما إن تفتح كتاباً حتى ينتابها الملل والنعاس.

وكانت شركة "يوغوف" الدولية للبحوث قد أعدّت استطلاع رأي في عام 2015، أظهر أنّ متوسط توفر الأجهزة المزودة بالإنترنت لدى الأسر في بريطانيا يبلغ 7.4 أجهزة في كلّ منزل بما فيها الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والكومبيوتر والألعاب وغيرها. لكنّ بيانات حديثة لشركة "أفيفا" تشير إلى ارتفاع الرقم إلى 8.2 أجهزة في المجمل، و10.9 أجهزة في المنازل التي فيها أطفال.

دلالات