وجهت الكنيسة الكلدانية، اليوم السبت، نداء لوقف هدم تاريخ وتراث المسيحيين في العراق، محذرة من استيلاء بعض الجهات على منازل وممتلكات المسيحيين، مبينة أن استباحة حياتهم وحريتهم وممتلكاتهم تمثل إبادة جماعية من نوع آخر.
وأكد بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم لويس ساكو وجود جهات وأشخاص يستولون على منازل المسيحيين وأملاكهم وعقاراتهم بعد تزوير أوراق الملكية، لأن أملاك غير المسلمين في ثقافتهم حلال لهم.
أضاف "نستصرخ ضمير المسؤولين في الحكومة العراقية والمرجعيات الدينية لفعل ما يصون حياة وكرامة وممتلكات المواطنين أياً كانوا لأنهم بشر وعراقيون"، رافضاً استباحة حياتهم وحريتهم وممتلكاتهم بأي شكل من الأشكال. وأشار إلى أن "هذه الممارسات بعيدة عن رسالة الدين، وتمثل إبادة جماعية من نوع آخر وأملنا كبير بسماع ندائنا الإنساني".
وأوضح أن "تنظيم داعش فجر في وقت سابق منازل المسيحيين وكنائسهم وأديرتهم في محافظة الموصل شمال العراق، ما تسبب بتهجير 120 ألف مسيحي من الموصل والمناطق التابعة لها، ليعيشوا في الخيام منذ أكثر من عام ونصف"، مبيناً أن "المسيحيين هم أصل العراق وأهله، وهم أول من استقبل المسلمين القادمين من شبه الجزيرة العربية في أديرتهم ومدارسهم ومؤسساتهم، وأورثوهم الكثير في مجالات الثقافة والإدارة والطب والترجمة والزراعة".
اقرأ أيضاً: مخاوف من تراجع الوجود المسيحي في العراق
واتهم عضو تجمع مسيحيي العراق فارس حنا مليشيات عراقية مسلحة بالاستيلاء على ممتلكات المسيحيين في المناطق الشرقية من بغداد، موضحاً خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن عدداً كبيراً من الأسر المسيحية اضطرت لترك منازلها في مناطق الكرادة والعرصات وبغداد الجديدة وشارع الصناعة والزعفرانية شرق بغداد بعد تلقيها تهديدات بالمغادرة أو الموت.
وانتقد حنا الصمت الحكومي والبرلماني عن الانتهاكات التي ترتكب بحق مسيحيي العراق، مطالباً رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري والقيادات السياسية والأمنية المعنية بالتدخل لكبح جماح المليشيات الخارجة عن القانون، والتي تمارس نشاطها بدعم من بعض البرلمانيين والسياسيين المتنفذين في الدولة العراقية.
وتعرض مسيحيو العراق إلى حملات ممنهجة لتهجيرهم من منازلهم في الموصل على يد تنظيم الدولة "داعش"، وفي بغداد من قبل مليشيات مسلحة متنفذة.
ودعا برلمانيون عراقيون في وقت سابق إلى وقف محاولات إفراغ العراق من مسيحييه، ووقف جرائم التهجير التي تعبر عن حقد وضغينة بحق المكونات العراقية، مناشدين المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف التهجير القسري للمسيحيين.
اقرأ أيضاً: قانون "البطاقة الوطنية" يجور على حقوق مسيحيي العراق