ويعمل الفنانون على استغلال منابرهم للهجوم العلني على ترامب، ووقّع أكثر من 130 فناناً رسالة دعوا فيها المؤسسات الثقافية إلى إغلاق أبوابها يوم تنصيب ترامب. كما يجتمع ممثلون مسرحيون، ومخرجون، وغيرهم، خارج المسارح في الولايات المتحدة الأميركية، مساء الخميس المقبل، من أجل الدفاع عن "قيم الاندماج والمشاركة والتعاطف"، وفق ما نشرت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأميركية، أمس الإثنين.
وكانت الممثلة ميريل ستريب قد خصصت كلمتها في حفل جوائز "غولدن غلوب" (الكرة الذهبية)، قبل أسبوعين، من أجل التقليل من قيمة ترامب كمؤدٍ، وتوبيخه لما اعتبرته افتقاراً للإنسانية.
وفي السياق نفسه، يعمل فنانون مسلمون على إيصال احتجاجاتهم السياسية من منابرهم، وبينهم الكوميدي دين عبيدالله (47 عاماً)، وهو فلسطيني ــ إيطالي.
أسّس عبيدالله العرض الكوميدي الدائم تحت اسم "ذا بيغ براون كوميدي آور" في عام 2009، كطريقة لتخصيص وقت على المسرح للكوميديين من الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وغيرهم.
لكن خلال عرض عبيدالله الأخير، يوم الأحد الماضي، تغيرت نكاته، واتخذت طابعاً أكثر جدية من العادة، إذ يستعد ترامب لتسلم مهامه، وبعد تهديداته باتباع سياسات صارمة إزاء المهاجرين المسلمين، أخبر عبيدالله جمهوره أن "الوقت حان للمقاومة الكوميدية"، مشيراً إلى أن "هذه الغرفة هي أحد أسوأ كوابيس ترامب".
وكان العرض الأخير تحت عنوان "الضحكة الأخيرة قبل أن يرحّلنا ترامب"، ويعدّ واحداً من عدة احتجاجات سياسية قام بها الفنانون.
وقدمت الكوميدية، ميسون زايد، (فلسطينية ــ أميركية) فقرة ضمن العرض، قالت فيها "أنا كابوس ترامب الأسوأ، أنا مسلمة، أنزف في كل مكان، ولدي إعاقة"، في إشارة إلى سخرية ترامب من الإعلامية الأميركية، ميغين كيلي، ومراسل "نيويورك تايمز"، سيرج كوفالسكي الذي يعاني من اعوجاج المفاصل.
بعد فقرتها، صرحت زايد للصحيفة أن ترامب أقلقها أكثر من كل الرؤساء الآخرين الذين لم يعجبوها. قالت "مع جورج بوش لم أخف أبداً من أن يتم إسكاتي"، وأضافت "مع دونالد ترامب أعتقد أنني يمكن أن أسحل من على المسرح، وسط تصفيق الجمهور، لم أعتقد أبداً أن هذا ممكن الحدوث في أميركا".
ويبدو أن الفنانين المسلمين في البلاد تحديداً لديهم أسباب وجيهة للتخوف من ترامب. في ديسمبر/كانون الأول 2015، وبعد اعتداء إرهابي في سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا، أدى إلى مقتل 14 شخصاً وإصابة آخرين، اقترح ترامب منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية. وقد قابل مؤيدوه اقتراحه هذا بحفاوة بالغة، لكنه انتقد، في الوقت نفسه، من قبل عدد من الديمقراطيين والمحافظين على حد سواء.
منذ ذلك الوقت، حوّل ترامب تركيزه نحو الحدّ أو إخضاع القادمين من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وغيرها من الدول التي ارتبطت باعتداءات إرهابية، لفحوصات صارمة. لا أحد يعرف على وجه التحديد ما سيفعله ترامب بعد تسلمه الرئاسة، لكن هناك تيقظاً وحذراً شديداً عند العديد من الفنانين والتقدميين في أنحاء البلاد.
كذلك أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن عبيدالله قال خلال عرضه "سنحارب، لن نستسلم أبداً"، علماً أنه أشار للصحيفة لاحقاً إلى أن الهدف من مشروعه إيجاد مساحة من العزاء والضحك للذين كانوا يعانون من التمييز ضدهم بعد اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
وجذب مشروعه عدداً من الأسماء اللامعة في المجال الكوميدي، مثل أسيف مانديفي الذي اشتهر بعمله مراسلاً في برنامج "ذا دايلي شو"، وكميل نانيجاني نجم سلسلة "سيليكون فالي".