وأشار المبعوث الأممي إلى أن "الثغرات كثيرة، ولكن بالأفكار البناءة ممكن معالجتها"، وأن "التحديات قد تعرقل المسار، إنما الحلول متوفرة"، مشددا: "الاختلافات موجودة، ولكن ممكن التوفيق بينها، فمعظم أنظمة العالم تبني على تنوع مكوناتها السياسية وتحولها إلى منحى إيجابي في سياساتها".
ونوه ولد الشيخ إلى أن "خطة العمل المطروحة تشكل هيكلية صلبة لمسار سياسي جديد، سيساعد اليمن واليمنيين على الاستقرار والعيش بسلام"، مشيراً إلى أن التوصل إلى حل عملي وإيجابي يتطلب تنازلات من مختلف الأطراف، "الأمر الذي سيعكس مدى التزامها وسعيها إلى التوصل لاتفاق تفاهمي شامل".
ولفت مبعوث الأمم المتحدة إلى أن الواقع في المحافظات الجنوبي "يبقى محط اهتمام رئيسي"، وشدد على أهمية أن يكون هناك تصور شامل للمرحلة المقبلة يجري بحثه مع الأطراف المعنية، وعلى رأسها القيادات الجنوبية، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني لا يحتمل المزيد من الانتظار.
وأشار الوزير الكويتي إلى أهمية التعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفقا لما نص عليه قرار مجلسها الأعلى في دورته السادسة والثلاثين، بالدعوة لإقامة مؤتمر دولي لإعادة إعمار الجمهورية اليمنية، بالتعاون مع المجتمع الدولي، "لنعمل من خلالها على تلبية الاحتياجات الإنسانية اللازمة، وإعادة البناء والإعمار، من خلال الدعم الذي سنقدمه والمجتمع الدولي، لنتمكن من تحويل الحرب إلى سلام، والدمار إلى إعمار، والتخلف إلى تنمية".
وقال الشيخ صباح الخالد: "إننا ندرك جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقكم لمعالجة هذا الصراع المدمر، وإننا لعلى يقين بأن وعيكم وحرصكم على وطنكم وشعبكم سيعينكم بإذن الله على المساهمة الفاعلة والتسامي فوق الجراح، بما يقود إلى الحل المنشود".
وكانت مصادر مرافقة للوفد الحكومي، المتواجد في الكويت، قد أكدت لـ"العربي الجديد"، أن الأمم المتحدة أبلغت المشاركين أن المحادثات ستنطلق السابعة مساء بتوقيت الكويت والرابعة بتوقيت غرينتش.
وافتتح الجلسة المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بحضور مسؤولين من الأمم المتحدة وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي.
وجاء انطلاق المحادثات بعد تأخرها أربعة أيام، إثر تخلف وفدي شريكي الانقلاب، جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر، الذي يترأسه الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، ووضعهما شروطاً للمشاركة، أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار، وتدخلت ضغوط دولية لإقناعهما بالمشاركة.
وأعلن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، خلال اجتماع ضم نائبه علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وفريقه الاستشاري، أن تواجد وفد الحكومة للمشاورات في الكويت في الموعد المحدد يأتي تأكيداً على الرغبة الجادة نحو السلام، واستشعارا بالمسؤوليات الإنسانية والالتزام الأخلاقي تجاه الشعب اليمني.
ووجه هادي الوفد الحكومي المشارك في مشاورات الكويت، برئاسة وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، بـ"البقاء في الكويت، وذلك لأن هناك قضية ووطناً يحرص عليها بعيدا عن الأجندة الخاصة والمشاريع الضيقة"، حسبما نقل موقع وكالة الأنباء اليمنية بنسختها الحكومية.
ميدانياً، شهدت وتيرة المواجهات وخروقات وقف إطلاق النار تراجعاً ملحوظاً اليوم، بالتزامن مع اقتراب موعد المحادثات، على الرغم من استمرار الاشتباكات والقصف المتبادل في عدد من الجبهات، وخصوصاً في محافظة تعز.
وفي محافظة حضرموت، شرقي اليمن، أفاد سكان محليون "العربي الجديد" بأن طائرات حربية قصفت اليوم بثلاث غارات جوية "ميناء الضبة"، الذي يسيطر عليه مسلحو تنظيم "القاعدة".
وبحسب المصادر، فقد تصاعد الدخان من مكان القصف، ولم ترد تفاصيل عن وقوع ضحايا أو عن هوية الطائرات المسؤولة عن القصف، وما إذا كانت أميركية بدون طيار، أو تابعة للتحالف العربي.