الكويت: تلوّث مياه الخليج بالصرف الصحي وراء نفوق الأسماك

وقال مدير عام الهيئة، محمد العنزي: "اضطرت الهيئة العامة للبيئة إلى نشر نتائج تحليلها عن الأسماك النافقة منفردة، في ظل تعذّر الحصول على تحليلات وزارة الداخلية والهيئة العامة للزراعة والجهات المختصة الأخرى".
وأضاف: "يتحتم على الهيئة الإعلان عن النتائج حسب قانون حماية البيئة الذي ينص على ضرورة إطلاع المواطنين على الأوضاع البيئية بشفافية مطلقة. أثبتت النتائج أن الأسماك في مناطق النفوق تعرضت لإجهاد كبير من عدة مسببات، أبرزها مياه الصرف الصحي، إذ رصدت بكتيريا ضارة مُمرضة في الأسماك وموجودة في مياه الصرف، ما يشير إلى تأثيرها المباشر على مياه البحر، كما أن هناك حالات عديدة لصيادين يلقون الأسماك الميتة في البحر، ما يتسبب في تلويث أكبر، والهيئة رصدت هذه التجاوزات وأحالتها إلى الجهات المختصة".

ولفت العنزي، إلى أن "النتائج أظهرت ارتفاعا كبيرا للهوائم النباتية التي بلغت مليونين و840 خلية في المتر الواحد، وهذا يتجاوز المعدلات المنصوص عليها عالميا، وهي من النوع الضار الذي يؤثر على الأحياء المائية، ويقلل نسبة الأوكسجين المذاب في الماء، وهذه الهوائم تزدهر بسبب عوامل طبيعية من زيادة المغذيات وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الملوحة، ما يدل على وجود معدلات كبيرة من الصرف الصحي في المياه".

وكان وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، الشيخ محمد العبد الله الصباح، قد أعلن، في وقت سابق، أن "معدلات النفوق في مياه (جون الكويت) طبيعية، وعائدة إلى نقص الأوكسجين في المياه، بحسب نتائج فحوصات بلدية الكويت".
لكن هذا التصريح ووجه بهجوم حاد من قبل الخبراء البيئيين، الذين قالوا إن السبب الرئيسي في نقص الأوكسجين هو مياه الصرف الصحي التي تلقيها مؤسسات حكومية، وخاصة في البحر.
وقال وزير البلدية، محمد الجبري، في البرلمان، إن "النفوق حدث لأنواع بسيطة من الأسماك، وإن هناك لجاناً مشكّلة من نحو 10 جهات لبحث الموضوع، وضمان عدم تكراره، ومحاسبة جميع الجهات المتسببة في التلوث، وعلى رأسها الجهات الحكومية، وتمكين هيئة البيئة من ممارسة أعمالها من دون ضغوط خارجية".

وأكدت وزارة البلدية والبيئة القطرية والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية، في وقت سابق، سلامة الأسماك في البلدين وخلوّها من أي تلوّث، بعد انتشار صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر موت أعداد كبيرة من الأسماك في الكويت وعمان.