تنتشر بعض الظواهر المقلقة واللافتة للانتباه في صفوف الشبيبة العربية في بعض الدول الغربية. فخلال الأشهر الأخيرة تزايد هؤلاء الذين يرتدون "اللباس الأفغاني". وترافق ذلك مع الحملات الجوية على تنظيم "داعش" في العراق وسورية.
واللافت أن مثل تلك الملابس لم تعد حكرا على ارتياد صلاة الجمعة، بل إن الظاهرة تثير انتباه العرب الآخرين والمجتمعات المحلية، خصوصا حين يتجول بعض الشباب بتلك الملابس عبر الحافلات العامة وفي الشوارع، وكأن في الأمر "ظاهرة استعراض"، كما يقول أحد التربويين في المجال الشبابي، والذي حذر من أن "تلك الظاهرة، وإن كان المراهقون بين 16 و20 سنة هم من يرتديها، قد تعطي انطباعا للمحيطين بهم بأن هؤلاء يتأثرون بتنظيمات إسلامية متشددة، كون هذا اللباس يرتبط في ذهن المشاهد بما يرتديه هؤلاء في ساحات القتال".
وفي محاولة سريعة لفهم هذه الظاهرة، سأل "العربي الجديد" أحد الشباب العرب فقال: "نعم، هؤلاء يتأثرون نفسياً، ويراهنون للأسف على ما تظهره أفلام يوتيوب، مثلما يتأثر أي مراهق بفيلم سينمائي، لكننا هنا أمام واقع قد يدفع إلى إحباط تكون عواقبه وخيمة عليهم في المستقبل".
وفي سؤال أحد مرتدي ذلك اللباس، ويُدعى خالد (17 عاما) عما إذا كان يعرف من أين مصدر هذه الملابس، قال: "أخبرني صديقي أنه سُنة، ويجب ارتداؤه من المسلم مع قبعة بيضاء". واستغرب الشاب حين قال له رجل عربي: "هذا لباس مصدره مناطق أفغانية وباكستانية، ولم يكن يرتديه العرب أصلا".
البعض لم يكتف بالتجول بمثل هذه الملابس في الضواحي التي يقطنها مهاجرون، بل ذهب بعض مرتديها إلى المدرسة، حيث نبهت تلك المدارس إلى أنه "يمنع ارتداء مثل هذه الملابس في المدارس". وتوجه "العربي الجديد" بسؤال لأحد المدرسين عما يعنيه هذا المنع فقال: "الأفضل أن نقول للتلاميذ مباشرة، بدل أن يستغل الأمر من السلطات المحلية أو الحكومية لتقوم بتشريع يمنعه كليا".