أقرّ رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، اليوم الأربعاء، بالهزيمة أمام الحراك المسلح في الموصل وصلاح الدين وديالى، محملاً مسؤولية ما جرى "لخيانة بعض السياسيين والضباط وتحالفهم مع قوى إقليمية ودولية"، غير أنّه أصرّ على التحشيد والتعبئة لإسقاط ما وصفها بالمؤامرة.
ورفض المالكي، خلال كلمته الأسبوعية المتلفزة، أن يُسمّى المسلحون بـ"الثوار"، وقال إن وصف الجماعات المسلحة بأنهم ثوار العشائر يعدّ إساءة للعشائر وأصحاب المطالب الشرعية. واعتبر أن الانتكاسة التي تعرض لها الجيش حدثت "بعدما تسللت المؤامرة الى صفوف القوات المسلحة، ما تسبب بضربة قاسية ومؤلمة للدولة العراقية بسبب المخطط الإقليمي الذي نفذ بعد عدة زيارات لمسؤولين هم جزء من العملية السياسية اختاروا التآمر على العراق ووحدة أراضيه".
وواصل المالكي التحشيد والتعبئة، قائلاً في الخطاب الذي نقلته قناة "العراقية" الحكومية، إن حكومته "ستواجه الإرهاب وستسقط المؤامرة"، قائلاً إن الذي حصل "هو نكبة، لكن ليست كل نكبة هزيمة. تمكنّا من امتصاص هذه الضربة وايقاف حالة التدهور. وبدأت عملية رد الفعل وأخذ زمام المبادرة وتوجيه ضربات". وأضاف: "سنلقنهم دروساً وضربات ونسحب من أيديهم وأيادي الذين يقفون خلفهم التصورات الموهومة أنهم يستطيعون إسقاط العملية السياسية والوحدة الوطنية وإسقاط العراق لكي تؤسس على أنقاضه دويلات وملوك طوائف وأمراء حرب".
بدوره، اتهم النائب عن "ائتلاف دولة القانون"، هيثم الجبوري، رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، بالتآمر على العراق وتهريب النفط الى تركيا في ظل الأوضاع التي يمر بها العراق. وقال، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنهما اتفقا على تشكيل إقليم سني مرادف للإقليم الكردي، مضيفاً أن التدخلات التركية بالعراق تعتبر جزءاً من المؤامرة التي عقدت في العاصمة التركية بين البارزاني والنجيفي برعاية رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان.
في المقابل، دعا محافظ الموصل، أثيل النجيفي، الى الحوار واستيعاب "الفصائل الوطنية" التي تحمل السلاح بوجه الجيش العراقي في المدينة، مبيّناً أن ما حدث في الموصل كان بسبب تخاذل القيادات العسكرية الكبيرة التي كانت مرتبطة بالمالكي بشكل مباشر، ولم تشرك أبناء المحافظة في إدارة الملف الأمني.
واعتبر النجيفي، في رسالة وجهها لأهالي الموصل، أن الفراغ الأمني الذي أحدثه هروب الأجهزة الأمنية أدى الى ظهور عدد من الفصائل الوطنية التي عرفها أهل الموصل بمقاومة الاحتلال الأميركي، ولكنها تحولت الى خلايا نائمة بعد خروج الاحتلال.