مع بدء موسم انتخابات مجلس الأمة في الكويت (تُجرى في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي) واشتداد وطأة المنافسة فيها، خصوصاً بسبب كثرة المترشحين الذين بلغ عددهم أكثر من 450 مترشحا، وقرار عودة غالب أفراد المعارضة المقاطعة للانتخابات، اشتدت وتيرة الإنفاق على الحملات الإعلانية من قبل المترشحين في مجالات الإعلان الجديدة، ألا وهي وسائل التواصل الاجتماعي، التي بات تأثيرها في الكويت يفوق تأثير المحطات الإعلامية والصحف التي انخفضت معدلات القراءة لها.
وبحسب إحصائيات قامت بها أستاذة الإعلام في جامعة الكويت فاطمة السالم، فإنّ نسبة استخدام موقع "تويتر" لدى الكويتيين تبلغ 85 بالمئة من عدد السكان، والأمر ينطبق كذلك على البرامج الأخرى كـ "إنستغرام" و"سناب تشات".
وعزت الدراسة أسباب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت إلى ثلاثة أسباب هي الحرية والدخل المرتفع والتعليم. حيث أنّ الكويت تتمتع بمساجة حرية جيدة نسبياً مقارنة بمثيلاتها في المنطقة. ممّا يحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى برلمانات مصغرة ينتقد فيها الكويتيون كافة التجاوزات السياسية والأخلاقية والاقتصادية، وإن كانت دائرة الحرية قد صغرت في الفترة الأخيرة، بعد إقرار الحكومة قانون الإعلام الإلكتروني.
السبب الثاني هو الدخل المرتفع، إذ إنّ دخل المواطن الكويتي يعدّ واحداً من الأعلى في العالم، مما يتيح له سهولة الحصول على اشتراك إنترنت وأجهزة إلكترونية وهواتف ذكية تسهل الدخول والمشاركة في مواقع التواصل.
أما السبب الثالث، بحسب الدراسة التي نشرت عام 2015، فهو التعليم. بحيث أنّ الكويت تتمتع بإحدى أقل نسب الأمية في دول المنطقة، وذلك بسبب توافر التعليم الحكومي ومراكز محو الأمية ومراكز التعليم الديني، مما يجعل المواطن الكويتي قادراً على استخدام الهاتف الذكي.
وبسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فإن "مشاهير" تلك المنصات، أو منتجي المحتوى، تمكنوا من الحصول على متابعات ضخمة تفوق في بعض الأحيان المتابعات التي تحصل عليها البرامج التلفزيونية، مما أهّلهم لأن يكونوا الخيار الأول لكافة المترشحين في الإعلان.
اقــرأ أيضاً
وفي هذا الصدد، يقول مدير عام شركة إعلانات وإدارة حسابات المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي، عبدالله ميرزا، لـ "العربي الجديد": "تقريباً هذه أول انتخابات يدخل فيها المال السياسي بهذه الطريقة إلى شبكات التواصل الاجتماعي لأن وسائل التواصل بدأت في الانتشار بشكل كبير في الكويت بعد عام 2012، ومنذ ذلك الوقت كان الشعب الكويتي مقاطعاً، وكان
المشاهير يخشون من الإعلان عن المرشحين المغضوب عليهم آنذاك".
ويضيف ميرزا: "بالنسبة للأرباح الجميع مستفيد. فالشركة تأخذ نسبة من كل إعلان بموجب العقد الموقع بيننا وبين الشخص المشهور والمترشح يستفيد من نشر اسمه وأهدافه وخططه بين الجمهور. وهناك شرائح معينة من الخلفيات التي ينتمي إليها المشاهير فالمترشح الذي يستهدف كبار السن يبحث عن شخص مشهور جمهوره من كبار السن، والمترشح الذي يستهدف جمهوراً من طائفة أو فئة معينة يبحث عن مشهور غالب جمهوره من هذه الفئة والطائفة. فالمسألة مسألة عمل والإعلان في الانتخابات يختلف عن الإعلان لمنتج معين من حيث السعر وطريقة الإعلان ومدته".
وعن نوعية الأشخاص المشاهير الذين يُفضل المترشح الإعلان عندهم، يقول ميرزا: "بعض المترشحين لا يهتم وبعض المترشحين يفضل الأشخاص من دائرته الانتخابية أو من طائفته. وهناك بعض المشاهير رفضوا التورط بالحملات الإعلانية للمترشحين وفضلوا الابتعاد عن المجال السياسي تماماً حفاظاً على سمعتهم".
من جانبها، تقول (ن.ع) وهي سكرتيرة في إحدى الشركات الإعلانية لـ "العربي الجديد": "هناك عدة طرق للإعلان عن المترشح أولها الإعلان المباشر وهو أن يذهب الشخص المشهور المكلّف بعمل الإعلان إلى ندوة المترشح الانتخابية ويغطيها تغطية كاملة، ثم يقوم بعمل لقاء صغير في "سناب تشات" أو "إنستغرام" حول أهم أهداف المترشح وأهم خططه
وبرامجه لصالح الناخبين والشعب الكويتي، وهذه الطريقة هي الأغلى لأن الشخص المشهور يقوم بالمخاطرة بسمعته وبجزء كبير من جمهوره الذي يكون ربما كارهاً للمترشح أو غير متوافق معه بسبب مواقف سابقة له".
"وهناك الطريقة الأقل تكلفة، وهي وضع صورة المترشح في "سناب تشات" وطلب "الفزعة" من الجمهور للتصويت له أو القيام بالريتويت ونشر تصريحات المترشح في تويتر وهي في الغالب تحسب بالتغريدة، حيث أن كل تغريدة ولها ثمنها"، بحسب السكرتيرة نفسها.
كما توضح أنّ "هناك طريقة تحدث في الغالب خارج الشركات وخارج سلطة المؤسسات التجارية وباتفاق شفهي بين المترشح والشخص المشهور المقدم للإعلان، وهي مهاجمة المنافس الأكبر له في الانتخابات، عبر بثّ الإشاعات حوله وشتمه والطعن في ذمته المالية. وتحدث هذه في الغالب بين المترشحين الذين يملكون قاعدة انتخابية مشتركة، كأن يكونوا من قبيلة واحدة أو طائفة واحدة حيث أن عدد القاعدة محدود والتنافس بينها شديد فيحصل الاستقطاب بهذه الطريقة غير الجيدة".
كما أنّ هناك أشخاصاً مشاهير من خلفيات دينية اشتهروا لكونهم يقدمون النصح والإرشاد في وسائل التواصل الاجتماعي وهؤلاء تُدفع لهم الأموال من أجل نشر تزكيات للمترشحين كقولهم
"إن هذ المترشح يتوافق مع الضوابط الشرعية والدينية"، بحسب (ن. ع).
وتضيف: "تتنوع الأسعار وتتعدد بحسب شهرة الأشخاص والشريحة المتابعة لهم وبحسب نوع الإعلان أيضاً، لكن متوسط الأسعار بالنسبة للإعلان في سناب تشات وانستغرام هو ما بين 800 دينار إلى 1200 دينار (ما بين 2600 دولار إلى 4000 دولار)، وقد ينقص رقم المبلغ أو يزيد، فيما يبلغ متوسط سعر التغريدة الواحدة حوالي 250 دينارا كويتيا (ما يعادل 830 دولارا أميركيا) وقد تكون مجانية مقابل وعود بالحصول على مناصب إعلامية في لجان المجلس أو إدارات الدولة الجديدة والمستقلة عن رقابة الحكومة.
ويقول مصمم الغرافيكس وخبير إعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي، منصور محسن، لـ "العربي الجديد": "أقوم بعمل التصاميم من الصور والفيديوهات للمرشحين في الانتخابات، ويكلفني بعضهم التواصل مع المشاهير للإعلان لديهم كونهم لا يرغبون في إتباع إجراءات الروتين لدى الشركات".
ويضيف محسن: "المبالغ التي تدفع لمشاهير التواصل الاجتماعي في هذه الانتخابات مهولة جداً، حيث تصل في بعض الأحيان إلى 5000 دينار (ما يعادل 16 ألف دولار أميركي) لإعلان لا يتجاوز أربع دقائق، وهذا رقم كبير حتى بالنسبة للإعلان لدى مشاهير هوليوود!".
ويشير محسن إلى أنّ "هناك أشخاصا تجنبوا بذكاء الإعلان المباشر للأعضاء فقاموا بإنشاء برامج خاصة ومستعجلة على "يوتيوب" يستضيفون فيها المترشحين، ويأخذ الشخص المشهور دور المذيع الذي يسأل أسئلة معدة سلفاً ويبلغ طول البرنامج 20 دقيقة. وتبلغ تكلفة الدقيقة الواحدة ألف دولار أو أكثر".
فيما يقول الخبير الانتخابي ناصر الملا لـ"العربي الجديد" إنّ "هذه الانتخابات هي أكثر انتخابات دخل فيها المال السياسي في تاريخ مجلس الأمة لأسباب كثيرة، حيث أن متوسط تكلفة
الحملة الانتخابية الواحدة للعضو يكاد يصل إلى ربع مليون دينار كويتي (ما يعادل 830 ألف دولار) ينفقها المترشح من أجل أن ينتخبه 3000 ناخب!".
ويضيف الملا "إذا كانت الميزانية المرصودة للعضو ضخمة جداً فبالطبع إن إنفاقه سيكون ضخماً جداً على مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الذين صاروا في هذه الأيام، وخصوصاً في الكويت، يتحكمون بالمزاج العام للشارع مما يعني فائدة كبيرة للمترشح في تعزيز فرص نجاحه وفوزه في الانتخابات".
وبحسب الملا، فإنّ "كثيراً من مشاهير التواصل الاجتماعي الذين كانوا يهاجمون مجموعة معينة من المرشحين ويصفونهم بالفساد وعدم تلبية مطالب الشعب الكويتي والتخاذل في القضايا الوطنية صاروا هذه الأيام أشبه بمريدين وأتباع لهم إما بسبب الأموال التي أغدقت عليهم أو طمعاً في الحصول على مميزات أكبر وترقيات أعلى في العمل الحكومي، وهو ما يجب أن تراقبه الدولة وإدارة الانتخابات وجمعيات النفع العام".
من جهته، يدافع أحد مشاهير التواصل الاجتماعي عن نفسه و"وظيفته". فيقول (م.ش) الذي أعلن لعدد من المرشحين في مختلف الدوائر الانتخابية لـ "العربي الجديد" بعد سؤاله عن الموضوع: "أحاول أن أكون حيادياً في الإعلان وأنتقي الأشخاص الذين لا تحوم حولهم الشبهات".
ويشرح "تقدم لي أكثر من 16 مرشحاً ولم أعلن سوى لأربعة أشخاص غير فاسدين بالإضافة إلى الشخص الذي سأصوت له في الانتخابات وأراه كفؤاً. خرجت من وظيفتي لأقابل عملي في وسائل التواصل الاجتماعي ومن حقي أن أجني الأرباح لكن بعض الجماهير قلبه مليء بالحسد ولا يتمنى للناس النجاح".
ويتابع: "الجميع يتحدث عن المبالغ التي يجنيها مشاهير الشبكات من الإعلانات الانتخابية ولا أحد يتحدث عن المبالغ التي تجنيها المؤسسات الإعلانية، ستقول لي إن تلك وظيفتها نشر الإعلانات، أجيبك ببساطة وأنا كذلك وظيفتي هي الإعلانات".
وعزت الدراسة أسباب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت إلى ثلاثة أسباب هي الحرية والدخل المرتفع والتعليم. حيث أنّ الكويت تتمتع بمساجة حرية جيدة نسبياً مقارنة بمثيلاتها في المنطقة. ممّا يحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى برلمانات مصغرة ينتقد فيها الكويتيون كافة التجاوزات السياسية والأخلاقية والاقتصادية، وإن كانت دائرة الحرية قد صغرت في الفترة الأخيرة، بعد إقرار الحكومة قانون الإعلام الإلكتروني.
السبب الثاني هو الدخل المرتفع، إذ إنّ دخل المواطن الكويتي يعدّ واحداً من الأعلى في العالم، مما يتيح له سهولة الحصول على اشتراك إنترنت وأجهزة إلكترونية وهواتف ذكية تسهل الدخول والمشاركة في مواقع التواصل.
أما السبب الثالث، بحسب الدراسة التي نشرت عام 2015، فهو التعليم. بحيث أنّ الكويت تتمتع بإحدى أقل نسب الأمية في دول المنطقة، وذلك بسبب توافر التعليم الحكومي ومراكز محو الأمية ومراكز التعليم الديني، مما يجعل المواطن الكويتي قادراً على استخدام الهاتف الذكي.
وبسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، فإن "مشاهير" تلك المنصات، أو منتجي المحتوى، تمكنوا من الحصول على متابعات ضخمة تفوق في بعض الأحيان المتابعات التي تحصل عليها البرامج التلفزيونية، مما أهّلهم لأن يكونوا الخيار الأول لكافة المترشحين في الإعلان.
ويضيف ميرزا: "بالنسبة للأرباح الجميع مستفيد. فالشركة تأخذ نسبة من كل إعلان بموجب العقد الموقع بيننا وبين الشخص المشهور والمترشح يستفيد من نشر اسمه وأهدافه وخططه بين الجمهور. وهناك شرائح معينة من الخلفيات التي ينتمي إليها المشاهير فالمترشح الذي يستهدف كبار السن يبحث عن شخص مشهور جمهوره من كبار السن، والمترشح الذي يستهدف جمهوراً من طائفة أو فئة معينة يبحث عن مشهور غالب جمهوره من هذه الفئة والطائفة. فالمسألة مسألة عمل والإعلان في الانتخابات يختلف عن الإعلان لمنتج معين من حيث السعر وطريقة الإعلان ومدته".
وعن نوعية الأشخاص المشاهير الذين يُفضل المترشح الإعلان عندهم، يقول ميرزا: "بعض المترشحين لا يهتم وبعض المترشحين يفضل الأشخاص من دائرته الانتخابية أو من طائفته. وهناك بعض المشاهير رفضوا التورط بالحملات الإعلانية للمترشحين وفضلوا الابتعاد عن المجال السياسي تماماً حفاظاً على سمعتهم".
من جانبها، تقول (ن.ع) وهي سكرتيرة في إحدى الشركات الإعلانية لـ "العربي الجديد": "هناك عدة طرق للإعلان عن المترشح أولها الإعلان المباشر وهو أن يذهب الشخص المشهور المكلّف بعمل الإعلان إلى ندوة المترشح الانتخابية ويغطيها تغطية كاملة، ثم يقوم بعمل لقاء صغير في "سناب تشات" أو "إنستغرام" حول أهم أهداف المترشح وأهم خططه
"وهناك الطريقة الأقل تكلفة، وهي وضع صورة المترشح في "سناب تشات" وطلب "الفزعة" من الجمهور للتصويت له أو القيام بالريتويت ونشر تصريحات المترشح في تويتر وهي في الغالب تحسب بالتغريدة، حيث أن كل تغريدة ولها ثمنها"، بحسب السكرتيرة نفسها.
كما توضح أنّ "هناك طريقة تحدث في الغالب خارج الشركات وخارج سلطة المؤسسات التجارية وباتفاق شفهي بين المترشح والشخص المشهور المقدم للإعلان، وهي مهاجمة المنافس الأكبر له في الانتخابات، عبر بثّ الإشاعات حوله وشتمه والطعن في ذمته المالية. وتحدث هذه في الغالب بين المترشحين الذين يملكون قاعدة انتخابية مشتركة، كأن يكونوا من قبيلة واحدة أو طائفة واحدة حيث أن عدد القاعدة محدود والتنافس بينها شديد فيحصل الاستقطاب بهذه الطريقة غير الجيدة".
كما أنّ هناك أشخاصاً مشاهير من خلفيات دينية اشتهروا لكونهم يقدمون النصح والإرشاد في وسائل التواصل الاجتماعي وهؤلاء تُدفع لهم الأموال من أجل نشر تزكيات للمترشحين كقولهم
وتضيف: "تتنوع الأسعار وتتعدد بحسب شهرة الأشخاص والشريحة المتابعة لهم وبحسب نوع الإعلان أيضاً، لكن متوسط الأسعار بالنسبة للإعلان في سناب تشات وانستغرام هو ما بين 800 دينار إلى 1200 دينار (ما بين 2600 دولار إلى 4000 دولار)، وقد ينقص رقم المبلغ أو يزيد، فيما يبلغ متوسط سعر التغريدة الواحدة حوالي 250 دينارا كويتيا (ما يعادل 830 دولارا أميركيا) وقد تكون مجانية مقابل وعود بالحصول على مناصب إعلامية في لجان المجلس أو إدارات الدولة الجديدة والمستقلة عن رقابة الحكومة.
ويقول مصمم الغرافيكس وخبير إعلانات في وسائل التواصل الاجتماعي، منصور محسن، لـ "العربي الجديد": "أقوم بعمل التصاميم من الصور والفيديوهات للمرشحين في الانتخابات، ويكلفني بعضهم التواصل مع المشاهير للإعلان لديهم كونهم لا يرغبون في إتباع إجراءات الروتين لدى الشركات".
ويضيف محسن: "المبالغ التي تدفع لمشاهير التواصل الاجتماعي في هذه الانتخابات مهولة جداً، حيث تصل في بعض الأحيان إلى 5000 دينار (ما يعادل 16 ألف دولار أميركي) لإعلان لا يتجاوز أربع دقائق، وهذا رقم كبير حتى بالنسبة للإعلان لدى مشاهير هوليوود!".
ويشير محسن إلى أنّ "هناك أشخاصا تجنبوا بذكاء الإعلان المباشر للأعضاء فقاموا بإنشاء برامج خاصة ومستعجلة على "يوتيوب" يستضيفون فيها المترشحين، ويأخذ الشخص المشهور دور المذيع الذي يسأل أسئلة معدة سلفاً ويبلغ طول البرنامج 20 دقيقة. وتبلغ تكلفة الدقيقة الواحدة ألف دولار أو أكثر".
فيما يقول الخبير الانتخابي ناصر الملا لـ"العربي الجديد" إنّ "هذه الانتخابات هي أكثر انتخابات دخل فيها المال السياسي في تاريخ مجلس الأمة لأسباب كثيرة، حيث أن متوسط تكلفة
ويضيف الملا "إذا كانت الميزانية المرصودة للعضو ضخمة جداً فبالطبع إن إنفاقه سيكون ضخماً جداً على مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الذين صاروا في هذه الأيام، وخصوصاً في الكويت، يتحكمون بالمزاج العام للشارع مما يعني فائدة كبيرة للمترشح في تعزيز فرص نجاحه وفوزه في الانتخابات".
وبحسب الملا، فإنّ "كثيراً من مشاهير التواصل الاجتماعي الذين كانوا يهاجمون مجموعة معينة من المرشحين ويصفونهم بالفساد وعدم تلبية مطالب الشعب الكويتي والتخاذل في القضايا الوطنية صاروا هذه الأيام أشبه بمريدين وأتباع لهم إما بسبب الأموال التي أغدقت عليهم أو طمعاً في الحصول على مميزات أكبر وترقيات أعلى في العمل الحكومي، وهو ما يجب أن تراقبه الدولة وإدارة الانتخابات وجمعيات النفع العام".
من جهته، يدافع أحد مشاهير التواصل الاجتماعي عن نفسه و"وظيفته". فيقول (م.ش) الذي أعلن لعدد من المرشحين في مختلف الدوائر الانتخابية لـ "العربي الجديد" بعد سؤاله عن الموضوع: "أحاول أن أكون حيادياً في الإعلان وأنتقي الأشخاص الذين لا تحوم حولهم الشبهات".
ويشرح "تقدم لي أكثر من 16 مرشحاً ولم أعلن سوى لأربعة أشخاص غير فاسدين بالإضافة إلى الشخص الذي سأصوت له في الانتخابات وأراه كفؤاً. خرجت من وظيفتي لأقابل عملي في وسائل التواصل الاجتماعي ومن حقي أن أجني الأرباح لكن بعض الجماهير قلبه مليء بالحسد ولا يتمنى للناس النجاح".
ويتابع: "الجميع يتحدث عن المبالغ التي يجنيها مشاهير الشبكات من الإعلانات الانتخابية ولا أحد يتحدث عن المبالغ التي تجنيها المؤسسات الإعلانية، ستقول لي إن تلك وظيفتها نشر الإعلانات، أجيبك ببساطة وأنا كذلك وظيفتي هي الإعلانات".