01 سبتمبر 2018
المباركة الإفرنجية ونابليون
هند دويكات (فلسطين)
توقف الشاب الإفرنجي عن النقاش، واستدار باتجاهها معطيا إياها انتباهه كلّه، حين قالت: ولماذا لا نحكي عن النساء المثليات في مجتمعنا العربي، ونعطيهم الحق في أن يُعرفوا؟
وبصفته المسؤول الأول عن إعطاء دورة أساليب تطوير التحقيق الصحفي لصحافيين عرب، قرّر أن هذه هي الفكرة "المثلى" من بين الأفكار التي طرحها الحاضرون، بل إنّ "ديمقراطيته" الغربية أسكتتْ الأصوات التي استهجنتْ الفكرة، وطالبتْ بواقعية تطبيقية لها بقوله "شووش.. ولِمَ لا؟!".
بالعودة إلى أساسيات علم النفس الحديث، والذي هو إفرنجي كذلك!، وبالذات قبل عام 1980، حيث تم "سحب" المثلية من قائمة الأمراض النفسية، فإنك تجد أن المثلية، باختلاف موضوعيها، قد صُنِّفت على أنها سلوك مرضي، أساسه نفسي، وأقول نفسيّ، لأن الاختلافات على أساس تشريحي فسيولوجي في هذه الحالات غير موجودة، أو لم يتم إثباتها، وبالتالي فهي مثل مرض نفسي يمكن إرجاع أسبابه إلى خبرات مرحلة الطفولة أو النمط السائد في البيئة المحيطة لهذا الفرد، سواء كانت البيئة القريبة (الأسرة، الأصدقاء، زملاء العمل..) أو البيئة البعيدة (المجتمع المحيط بكل أفراده وعاداته وقيمه وقوانينه). وتجدر الإشارة هنا إلى أنه كانت لدى معظم "المثليين" علاقات طبيعية أو زواج طبيعي مع شركاء من الجنس الآخر، وكان لديهم أطفال أيضا، وذلك قبل أن "يطق في بالهم" أن يصبحوا كذلك.
تبعا لتاريخ بداية مرحلة "تطبيع علاقات المثليين وشرعنتها، بدأ المجتمع الغربي مذّاك بمعاملتهم على أنهم "فئة طبيعية" ويجب تقبّلها "طبيعيا"، واعتبارهم بذلك "أقلية"، مثلهم كمثل الأميركيين السّود مثلا!، كان لهم حقوق منكرة منسية ثم أصبحوا جزءا من المجتمع، له حقوق واضحة ملزمة يكفلها القانون (وتخيّل المقارنة بين اللون سمة خَلقية ملازمة لذوي البشرة السوداء، لا يمكن تغييرها أو حتى مناقشة تغييرها، وبين انحراف سلوكي وخلل نفسي لمثليين يكفيهم المنع أو الرّدع!).
ومن هنا يظهر بأنه قد تم "تمويض/ موضة" إباحة المثلية، وجعلها أداة ليخدم نموذجا اقتصاديا وسياسيا معيّنا، النموذج الغربي/ الأميركي الذي يوظف الناس، أفرادا وجماعات، في خدمة الفكرة المادية والنظام الرأسمالي وليس العكس، وبذلك تكون المثلية من المظاهر الكثيرة التي توّضح آثار تطبيق النموذج الغربي/ الأميركي المادي الذي يعلي من شأن المصالحية والاستهلاكية، ويفصلها عن أي قيمة، أخلاقية أو إنسانية أو جمالية، ويغرق المجتمع، ليس مجتمعه فحسب، كونه يسوّق نفسه على أنه "العالمي"!، في إلغاء الحدود وإبطال مفعول القيم، وضخ مزيد من "الحريات"، فيتكوّن لديه مجتمع هلاميّ تحكمه النسبية الهلامية، مجتمع لا يؤمن إلا بلذّاته المجابَة، ويعتبر نفسه مركز الكون، ومن ثم يسقط ليعتبر المادة (موضوع المتعة) التي تلبّي رغبته المركز والإله، وكل ما يوصل إليها ويسهّل الوصول إليها مباح، وإن كان "عملية حَلْب البرغوث"!.
الدعم الإفرنجي الذي يُقدم عن طريق مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي أو أميركا أو بريطانيا لا ينفصل عن فَصْلِهِم الأخلاقيات عن كل موضوعات الدعم المقدم، ليس الأمر بالمؤامرة، وإنما هو "باكيج" المال والخبرة العملية في أي مجال تريده مع "كثير من اللاقيمية"، كما يقولون هُم: خُذ أو دَع!، والأصوات العربية المتأثرة بالمنهج الغربي والمنادية بتقليده ما هي إلا سلسلة جبال أعجبها ترديد الصدى!.
قرأت مرة أن نابليون بونابرت، في حملته الاستعمارية على مصر أواخر القرن الثامن عشر، حاول خداع المصريين بقوله أنه وجُنده مسلمون، وأمر بتوزيع منشور على أهل مصر بدأه بالبسلمة وعبارة التوحيد، ونال ببقية كلمات المنشور من كرسي البابا ومن أهداف روما. والآن في بدايات القرن الحادي والعشرين، تطلع علينا العربية "المتفتّحة" بفكرة "بنّاءة"، داعية فيها "المتخلّفين" منّا إلى مراجعة موقفهم من المثليين، وإعطائهم حق أن "يشمّوا نفسهم" ويظهروا أنفسهم. حسنا على الأقل، لنتعلم من نابليون في قبره، والذي حسب حسابا للإسلام والمسلمين شريعةً وعدداً وجغرافيا، ولو بالضّحك على اللّحى.
وبصفته المسؤول الأول عن إعطاء دورة أساليب تطوير التحقيق الصحفي لصحافيين عرب، قرّر أن هذه هي الفكرة "المثلى" من بين الأفكار التي طرحها الحاضرون، بل إنّ "ديمقراطيته" الغربية أسكتتْ الأصوات التي استهجنتْ الفكرة، وطالبتْ بواقعية تطبيقية لها بقوله "شووش.. ولِمَ لا؟!".
بالعودة إلى أساسيات علم النفس الحديث، والذي هو إفرنجي كذلك!، وبالذات قبل عام 1980، حيث تم "سحب" المثلية من قائمة الأمراض النفسية، فإنك تجد أن المثلية، باختلاف موضوعيها، قد صُنِّفت على أنها سلوك مرضي، أساسه نفسي، وأقول نفسيّ، لأن الاختلافات على أساس تشريحي فسيولوجي في هذه الحالات غير موجودة، أو لم يتم إثباتها، وبالتالي فهي مثل مرض نفسي يمكن إرجاع أسبابه إلى خبرات مرحلة الطفولة أو النمط السائد في البيئة المحيطة لهذا الفرد، سواء كانت البيئة القريبة (الأسرة، الأصدقاء، زملاء العمل..) أو البيئة البعيدة (المجتمع المحيط بكل أفراده وعاداته وقيمه وقوانينه). وتجدر الإشارة هنا إلى أنه كانت لدى معظم "المثليين" علاقات طبيعية أو زواج طبيعي مع شركاء من الجنس الآخر، وكان لديهم أطفال أيضا، وذلك قبل أن "يطق في بالهم" أن يصبحوا كذلك.
تبعا لتاريخ بداية مرحلة "تطبيع علاقات المثليين وشرعنتها، بدأ المجتمع الغربي مذّاك بمعاملتهم على أنهم "فئة طبيعية" ويجب تقبّلها "طبيعيا"، واعتبارهم بذلك "أقلية"، مثلهم كمثل الأميركيين السّود مثلا!، كان لهم حقوق منكرة منسية ثم أصبحوا جزءا من المجتمع، له حقوق واضحة ملزمة يكفلها القانون (وتخيّل المقارنة بين اللون سمة خَلقية ملازمة لذوي البشرة السوداء، لا يمكن تغييرها أو حتى مناقشة تغييرها، وبين انحراف سلوكي وخلل نفسي لمثليين يكفيهم المنع أو الرّدع!).
ومن هنا يظهر بأنه قد تم "تمويض/ موضة" إباحة المثلية، وجعلها أداة ليخدم نموذجا اقتصاديا وسياسيا معيّنا، النموذج الغربي/ الأميركي الذي يوظف الناس، أفرادا وجماعات، في خدمة الفكرة المادية والنظام الرأسمالي وليس العكس، وبذلك تكون المثلية من المظاهر الكثيرة التي توّضح آثار تطبيق النموذج الغربي/ الأميركي المادي الذي يعلي من شأن المصالحية والاستهلاكية، ويفصلها عن أي قيمة، أخلاقية أو إنسانية أو جمالية، ويغرق المجتمع، ليس مجتمعه فحسب، كونه يسوّق نفسه على أنه "العالمي"!، في إلغاء الحدود وإبطال مفعول القيم، وضخ مزيد من "الحريات"، فيتكوّن لديه مجتمع هلاميّ تحكمه النسبية الهلامية، مجتمع لا يؤمن إلا بلذّاته المجابَة، ويعتبر نفسه مركز الكون، ومن ثم يسقط ليعتبر المادة (موضوع المتعة) التي تلبّي رغبته المركز والإله، وكل ما يوصل إليها ويسهّل الوصول إليها مباح، وإن كان "عملية حَلْب البرغوث"!.
الدعم الإفرنجي الذي يُقدم عن طريق مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي أو أميركا أو بريطانيا لا ينفصل عن فَصْلِهِم الأخلاقيات عن كل موضوعات الدعم المقدم، ليس الأمر بالمؤامرة، وإنما هو "باكيج" المال والخبرة العملية في أي مجال تريده مع "كثير من اللاقيمية"، كما يقولون هُم: خُذ أو دَع!، والأصوات العربية المتأثرة بالمنهج الغربي والمنادية بتقليده ما هي إلا سلسلة جبال أعجبها ترديد الصدى!.
قرأت مرة أن نابليون بونابرت، في حملته الاستعمارية على مصر أواخر القرن الثامن عشر، حاول خداع المصريين بقوله أنه وجُنده مسلمون، وأمر بتوزيع منشور على أهل مصر بدأه بالبسلمة وعبارة التوحيد، ونال ببقية كلمات المنشور من كرسي البابا ومن أهداف روما. والآن في بدايات القرن الحادي والعشرين، تطلع علينا العربية "المتفتّحة" بفكرة "بنّاءة"، داعية فيها "المتخلّفين" منّا إلى مراجعة موقفهم من المثليين، وإعطائهم حق أن "يشمّوا نفسهم" ويظهروا أنفسهم. حسنا على الأقل، لنتعلم من نابليون في قبره، والذي حسب حسابا للإسلام والمسلمين شريعةً وعدداً وجغرافيا، ولو بالضّحك على اللّحى.